الجواب اللين:
يقول الوحي الإلهي في سفر الأمثال: "الجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيج السخط" (أمثال 1:15).
إذا احتدم الغضب، فإنه لا يُعالَج بالكلمات الموجعة، لأنه كما قال القديسون: "النار لا تطفئ نارًا، لكن يطفئها الماء". ولذلك فإن الكلمة اللطيفة قد تكون أقدر على إطفاء نار الغضب.
ربما يكون الكلام اللين، في كلمة فكاهة أحيانًا.
تُظهِر أنه لا غضب ولا بغضة في قلبك، وتبسط جوًا من المرح يزول فيه الغضب. وينطبق عليها قول الكتاب: "وللضحك وقت" (الجامعة 4:3). ولكن ليكن ذلك بروح مودة، لئلا ضحكك يثير الطرف الآخر أو يشعر أنك تتهكم عليه..
الحكمة:
ربما لا يصلح أسلوب واحد للتهدئة مع جميع أنواع الغضوبين، ومع مختلف الحالات والأسباب:
فمع إنسان قد يصلح السكوت، إن كانت كل كلمة يمكن أن تثيره بالأكثر. ومع آخر ربما يثيره صمتك، ويحتاج إلى كلمة تهدئه.
والأمر يحتاج إلى حكمة: متى تتكلم؟ ومتى تصمت؟
وهنا نجد الحكيم يضع أمامنا تصرفين مختلفين تمامًا للتعامل مع نوعيات مختلفة من الناس فيقول: "لا تجاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا تعدله أنت" (أمثال 4:26)، ثم يعود فيقول: "جاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا يكون حكيمًا في عيني نفسه" (الأمثال 5:26).
إذن، حسب ظروف الحالة تتكلم أو تصمت، وكذلك حسب ما تتوقعه من نتائج . المسألة تتوقف على الحكمة والإفراز وتقدير الظروف.
انظر إلى الشخص الذي أمامك: ما الذي يريحه ويهدئه.
إن وجدت أن الاعتذار إليه يهدئ غضبه ويريحه، فلا مانع، اعتذر إليه. وإن رأيت أنه سيتخذ الاعتذار إثباتًا لإساءتك إليه، فتزيد ثورته من أجل كرامته، تكون الحكمة إذن في تبرير الموقف، وتوضيح تقديرك لكرامته.
ذكر نتائج الغضب السيئة:
ولعل من أهم هذه النتائج: هزيمة الإنسان من الداخل، وعثرته للناس في الخارج، وخسارته للآخرين، بل خسارته لصحته أيضا ولروحياته وأبديته، مع تعقد الأمور بالأزيد نتيجة لهذا الغضب.
عدم التدرج إلى أسوأ:
في كل مرحلة تصل إليها في غضبك، احترس من أن تتمادى وتصل إلى ما هو أسوأ.
فإن دخل الغضب إلى فكرك، احترس من أيصل إلى قلبك، ويربك مشاعرك تجاه الآخرين. وإن وصل إلى قلبك احترس من أن يصل إلى ملامحك، فيكفهر وجهك وتظهر بأسلوب غير مشرف. وإن ساد الغضب على ملامحك، احترس من أن يسود على لسانك، فتتلفظ بألفاظ قاسية. وإن أدرك الغضب لسانك، اجعله يقف عند حد في أخطاء اللسان فهي متعددة. وإن سقطت في أخطاء اللسان، احترس من أن يصل غضبك إلى يدك، فتقع في الإيذاء والاعتداء. وإن وصلت إلى ذلك، احترس من القسوة بكل أنواعها..
ضع للغضب حدودًا في كل مرحلة، ولا تجعله يصل إلى مستوى الحقد والكراهية.