علاج الغضب:
هناك وسائل كثيرة لتفادي الغضب، ولمقاومته، ولعلاجه بالكلية. ونذكر من بين هذه الوسائل:
* تواضع القلب:
قال القديس دوروثيؤس عبارة جميلة هي: "الإنسان المتواضع لا يُغضِب أحدًا، ولا يغضب من أحد". ذلك لأنه باستمرار يأتي بالملامة على نفسه في كل شيء، ولا يحسب أن أحدًا قد أساء إليه، بل أنه يرى كل ما يحدث له هو سبب خطاياه.. وإن كان ألا يسمح لنفسه بأن يلوم أحدًا، ولا في فكره، فبالتالي لا يغب على أحد..
المتواضع يطلب بركة كل أحد، وصلاة كل أحد.. لذلك هو لا يُغضب أحدًا، بل بالحري يطلب صلواته.
* لوم النفس:
الإنسان الذي يلوم نفسه في كل ما يحدث له، لا يلوم غيره. وهكذا لا يجد سببًا للغضب.
فأنت تغضب لأنك تأتي باللوم على غيرك وتراه مستحقًا لغضبك. أما إذا وصلت إلى فضيلة لوم النفس، فإن الغضب يبعد عنك تلقائيًا، أقصد غضبك على الآخرين. لأنك إن كانت بارًا في عيني نفسك، يظهر لك جميع مَنْ اصطدموا بك مخطئين.
ولكن، إذا لم أخطئ حقًا، فكيف أفعل ذلك؟! فكر جيدًا ربما تجد السبب داخلك، إما بكلمة أو بفعل أو بنظرة.. أو قد تكون قد أسأت إلى ذلك الشخص مسبقًا، بطريقة أو بأخرى.. أو حتى ربما تكون قد أسأت إلى إنسان آخر، وعليك أن تحتمل من أجل ذلك.. أو ربما يكون السبب من أجل خطية أخرى ارتكبتها..
اعتبار المسيء كطبيب:
يرى الآباء أن المتكلم عنا بالسوء، ربما رأى فينا عيوبًا لا نراها نحن، فتحدث عنها، كاشفًا لنا أخطاءنا لنتفاداها. فالأولى بنا أن نشكره، بدلًا من الغضب عليه. إنه بمثابة مرآة روحية، أو هو بمثابة طبيب. كما أنه يعالجنا من البر الذاتي..\