عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 11 - 2021, 01:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

وقت الحصاد في الكتاب المقدس




وقت الحصاد

انقضت بضعة اشهر تشبعت خلالها الارض من امطار الشتاء.‏ وها هي رؤوس السنابل الناضجة تتمايل تحت ضوء الشمس،‏ مغطية الحقول بوشاح ابيض.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٣٥‏.‏

انه وقت الحصاد،‏ وقتٌ ينكبّ فيه المزارع وعائلته على العمل.‏ فالحاصد يجمع بإحدى يديه سيقان الشعير ويمسك بالاخرى المنجل ليحصدها ‏(‏٤)‏،‏ في حين يحزم الآخرون السنابل حُزما ‏(‏٥)‏،‏ ويحمّلونها على الحمير او يضعونها في عربات ‏(‏٦)‏ لتؤخذ الى بيدر القرية.‏

وعندما يبلغ قرص الشمس الذهبي الوهّاج كبد السماء الزرقاء،‏ تستريح العائلة قليلا في فيء شجرة تين.‏ فتراهم يضحكون ويدردشون اثناء تناولهم وجبة طعام سريعة تشتمل على الخبز،‏ الحبوب المحمصة،‏ الزيتون،‏ التين المجفف،‏ والزبيب.‏ بعدها،‏ يختمون جلستهم باجتراع مياه العيون العذبة.‏ —‏ تثنية ٨:‏٧‏.‏

وفي حقل ليس ببعيد،‏ يشرع بعض الفقراء الذين لا يملكون اي قطعة ارض في التقاط الحبوب المتبقية من وراء الحصادين ‏(‏٧)‏.‏ —‏ تثنية ٢٤:‏١٩-‏٢١‏.‏

لاحقا،‏ حين يصل المزارع الى البيدر ويفرش الحزم على ارض صلبة مرتفعة بعض الشيء،‏ يدور ثوران دورة بعد دورة ويجرّان خلفهما النورج ‏(‏٨)‏.‏ (‏تثنية ٢٥:‏٤‏)‏ فتُداس السنابل بالحجارة المسننة والقطع المعدنية المنغرزة في اسفل النورج.‏

إثر ذلك،‏ يترقب المزارع هبوب النسيم في المساء.‏ (‏راعوث ٣:‏٢‏)‏ وعند الشفق،‏ يمرِّر «رفش التذرية» ‏(‏٩)‏ تحت الحزم المداسة ليطلقها في الهواء.‏ (‏متى ٣:‏١٢‏)‏ فتقع الحبوب ارضا،‏ والقش تسوقه الريح بعيدا.‏ ويعاود المزارع العملية نفسها الى ان تُذرَّى كل الحبوب.‏

وما ان تشرق الشمس حتى تبدأ زوجة المزارع وبناته بعمل الغربلة ‏(‏١٠)‏.‏ فحين يهززن الغرابيل المليئة بالحبوب،‏ يقع الشعير في السلال؛‏ اما القشور وغيرها فتوضع جانبا.‏ وبسبب وفرة الغلال،‏ يحفظ العمال مقدارا من الحبوب في جرار ‏(‏١١)‏.‏ ويسكبون الباقي في حفر معدة للتخزين.‏

ها قد انتهى عمل الحصاد المضني!‏ فيقف المزارع في البيدر العالي منتصب القامة ويمطِّط عضلاته المتعبة.‏ وبعينين راضيتين يجيل النظر في الحقول التي تحيط بالقرية.‏ فتمتد امامه الحقول المحصودة وقد اكتست ببساط ذهبي من بقايا سيقان السنابل.‏ وهنا،‏ على مقربة منه،‏ جارٌ يلوّح له بيده فيما ينكش حديقته الصغيرة.‏ وهناك،‏ عمال يعتنون بكروم العنب وبساتين الزيتون والرمان والتين.‏ فالكل بانتظار الغلال المتنوعة التي ستعطيها الارض كالخيار،‏ العدس،‏ الفاصولياء،‏ الكرّاث،‏ الحمّص،‏ والبصل.‏ وأخيرا،‏ يرفع المزارع بصره نحو السماء،‏ ويقدم صلاة وجيزة الى اللّٰه،‏ شاكرا اياه من كل قلبه على ما يغدق من خيرات.‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٩-‏١١‏
رد مع اقتباس