يجب التنويه أن المعرفة (قدر الإمكان) بكل ما يحيط بموضوع ترجمات الكتاب المقدس لا يقل أهمية عن معرفة معاني ورموز الكتاب المقدس، نظرا لما يواجهه أبنائنا من تحديات فكرية، أسئلة تشكيكيَّة، لذا يجب دراسة مثل هذه المقالات باهتمام شديد:
أ- ما هيَ أهمية ترجمات الأسفار المقدَّسة؟
- إن ترجمة الأسفار المقدَّسة لكافة لغات العالم ضرورة ملحة، لأن الله يريد أن تصل كلمته لكل شعوب العالم، فهكذا أوصى تلاميذه الأطهار قائلًا:
"اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا" (مر 16: 15).
- "فإن الله “يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” (1تي 2: 4).
- وقد بذل ابنه من أجل العالم كله وليس من أجل شعب بعينه أو أمة بعينها (يو 3: 16).
++ لذا فكان من الطبيعي أن يُقدَّم الإنجيل لجميع الشعوب والأمم (بمختلف اللغات واللكنات).
- فليس من المعقول أن:
أ) جميع الشعوب تتعلم اليونانية لكيما تتعرف على الله.
ب) لا يقبل الله أحدًا إلاَّ إذا تعلم هذه اللغة وأجادها (وكأن الله عاجز عن أن ينطق باللغات المختلفة).
- لذا سمح الله أن تتم ترجمة الكتاب المقدس من (العبرية: لغة كتابة العهد القديم) و (اليونانية: لغة كتابة العهد الجديد) إلى كل لغات العالم.
+ فمنذ القرون الأولى تُرجم العهد الجديد للغات الشعوب المحيطة بفلسطين إلى لغات جنوب فلسطين مثل (القبطية والعربية والحبشية، ولغات الشمال الأرمنية والجورجية والسلافية) ولغة شرق فلسطين (السريانية)، ولغات الغرب (اللاتينية والقوطية والإنجليزية).
+ وفي القرن السادس عشر وما بعده ترجم ” الكتاب المقدس (للألمانية- للإنجليزية- للأسبانية- للهنغارية لغة المجر- للبرتغالية - للفرنسية- للفارسية- للبنغالية- للصينية)..
- ومع ملاحظة أن اللغة الواحدة قد تجد فيها عدة ترجمات (لكنات)، وبالرغم من العدد الهائل من ترجمات الكتاب المقدس، فلم نسمع ان هناك ترجمة أضاف عقيدة أو فِكرًا جديدًا لم يكن موجودًا من قبل في المسيحية
ب- ما هيَ أهم المعايير التي يجب مراعاتها عند ترجمتها؟
بالطبع أن عملية ترجمة نصوص الكتاب المقدس ليس عملية سهلة، وليس مجرد ترجمة كلمات من خلال احدي القواميس أو برامج الترجمة الاعتيادية، بل هي عملية لها معايير ومقاييس.
من أهم هذه المعايير ما يلي: (الدقة - الملائمة - الطبيعية - الشكل).