[هبه ممدوح]

+ عظة مكتوبة بعنوان " أنتم ملح الأرض "

هناك الكثير من أوجه الشبه بين المؤمن الحقيقي ، والملح وهى كالتالي :

( 1 ) الملح يستخرج في معظم الأحيان من البحر فتتم له عملية استخلاص ، وهكذا المؤمن الذي يستخرج من العالم فيحدث له خلاص من بحر العالم وشهواته .

... ( 2 ) لون الملح أبيض ، والمؤمن الحقيقي هو الشخص الذي يعيش حياة النقاء والصفاء .
وقد وجد علماء النفس علاقة بين لون ملابس التي يرتديها الانسان ، وشخصيته ، فمثلاً الشخص الذي يرتدي في أغلب الأحيان ملابس لونها أبيض فهذا يدل على الثقة بالنفس . فالمؤمن شخص لديه ثقة بنفسه لأنه يعيش حياة النقاء والاعتراف الدائم عندما يخطيء ، فهو يريد ان يحيا في قداسة وطهارة قلب .

( 3 ) قيمة الملح هى انه يحفظ الطعام من الفساد ، ووجود المؤمن في أي مكان يحفظ هذا المكان من الشرور والفساد ، ويكون قدوة صالحة للآخرين عندما يرون أفعاله وأقواله التي تمجد الله .

( 4 ) الملح يسبب العطش ، وأيضاً المؤمن عندما يعيش في المجتمع ويرى الآخرون السلام والسرور داخل قلبه فيتعطشون لمعرفة سبب الرجاء والعزاء الذي يجعل هذا الشخص سعيداً بالرغم من ظروفه الصعبة ، وبذلك فالمؤمن يجعل الناس يتعطشون إلى حياة البركة .

( 5 ) الملح رخيص الثمن حتى ولو ارتفعت أسعار كل شيء ، هذا يدل على أتضاع المؤمن ، فهو يعيش حياة الاتضاع وانكار الذات ويقلل من قيمة نفسه حتى لو كانت عنده مواهب وثمار كثيرة ، لا يفتخر بما عنده ولكنه يفتخر بالرب .

( 6 ) من مميزات الملح أنه موجود ومتاح في كل بيت ، وكذلك المؤمن لابد أن يكون مشاركاً لكل الناس في أفراحهم وأحزانهم ، يشعر بهم في نجاحهم وفشلهم ، كريماً وسخياً بأقواله وأفعاله مع غيره .

( 7 ) كان الملح يستخدم في العهد القديم في التقدمات والذبائح ، ففي سفر اللاويين الأصحاح الثاني والعدد ( 13 ) يقول الرب : " وكل قربان من تقادمك بالملح تملحه ولا تخل تقدمتك من ملح عهد إلهك . على جميع قرابينك تقرب ملحاً ".
فالملح يرمز للعهد مع الرب ، وأيضاً لابد أن يكون للمؤمن عهد ارادة مع الرب .

( 8 ) من خصائص الملح أنه يذيب الثلج ، والمؤمن الحقيقي هو الذي يذيب جمود العلاقات بينه وبين الآخرين ، وبين الآخرين وبعضهم البعض . لا يكون فاتراً بل حاراً بالروح القدس فيجعل المكان مليئاً بالدفيء والحياة .

( 9 ) اذا وضع الملح على الجروح يسبب ألماً للشخص ويجعله يشعر بالجرح ، هكذا المؤمن الذي يبكت الناس على خطاياهم وضعفاتهم وينبههم ويوبخهم عليها حتى يشعروا ويتوبوا أمام الرب ، فهو لا يوبخهم بدافع الانتقاد واللوم ، وإنما بدافع المحبة لأنه يحبهم ويريد أن يسلكوا كما ينبغي وأن يرضوا الرب .

( 10 ) الملح يعطي مذاقاً رائعاً للطعام ، والمؤمن أيضاً يكون سبب بركة لغيره ، يعطي قيمة ومعنى للمجتمع الذي يعيش فيه . وما أسوأ المجتمعات التي تخلو من المؤمنين الحقيقيين ، فهى مجتمعات تعيش في فقر وظلمة وتخلف .

( 11 ) لكي يستخدم الملح لابد أن يسحق ويطحن ، هذا يعني أن المؤمن عليه أن يتألم كثيراً وأن يضطهد ويظلم في خدمته وشهادته للرب .

( 12 ) الملح يذوب ويختفي في الطعام لكي يستطيع أن يؤدي وظيفته ، وكذلك المؤمن الذي يذوب في وسط العالم حتي تصل رسالة المسيح لكل مكان .

( 13 ) الملح يعمل في صمت وكأنه غير موجود ولكن تأثيره يظل موجوداً ، المؤمن هو مَن يعمل في صمت دون ضجيج ، لا ينتظر مكافأة أو مديحاً من الآخرين ، يعمل في الخفاء ، يصلي ويصوم في الخفاء ، يعطي الرب في الخفاء .

( 14 ) عندما يوضع الملح في الماء يغير كثافة الماء فاذا وضعنا شيئاً في هذا الماء لا يذوب فيه بل يطفو فوقه ، هكذا المؤمن عندما يرفع الضعفاء من قاع الخطية واليأس والظلمة إلى قمة النور والبر والرجاء .