عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 11 - 2021, 11:03 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع إصعاد روح شاول بواسطة عرّافة

لم يقل الكتاب أن شاول قد رأى صموئيل.

بل قيل إنه عندما قالت المرأة: "أرى آلهة يصعدون من الأرض"، سأل شاول الملك: "ما هي صورته"؟ فلما وصفته وقع على وجهه إلى الأرض وسجد. لأن صموئيل بالنسبة إلى شاول هو شخص مهاب. شاول استنتج من وصف العرافة أنه صموئيل، وسجد إلى الأرض دون أن يراه، ولكنه سمع ولم يرَ.

لا الصاعد من الأرض قال إنه صموئيل. ولا العرافة قالت إنه صموئيل. إنما شاول استنتج أنه صموئيل دون أن يراه.

حتى إن كان الذي ظهر له شكل صموئيل، نقول:

"إن الشيطان يمكن أن يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2كو14:11)، وليس فقط إلى شكل صموئيل.

أما عبارة "قال صموئيل" وأمثالها، فربما لا تدل على أنه صموئيل النبي، وإنما ما ظنوه أنه صموئيل..

والكتاب المقدس يستخدم هذه الأساليب، بأن يسمي الناس حسب معتقداتهم. ومن أمثلة ذلك:

* فقد قال الرب: "إن قام في وسطك نبي أو حالم حلمًا، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلًا: لنذهب وراء آلهة أخرى لا تعرفها, فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم. لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم؟" (تث3-1:13).

هنا سماه الرب نبيًا، مع أنه ليس نبيًّا بل يدعو لإتباع آلهة أخرى. ولكنه استخدم التعبير المألوف.

* في حديث إيليا النبي متحديًا أنبياء البعل أن يصلوا لإلههم، قال لهم: "ادعوا بصوتٍ عالٍ، لأنه إله لعله مستغرق في خلوة أو في سفرة، أو لعله نائم فيستيقظ!" (1مل27:18).

فاستخدم إيليا النبي تعبير (إله) مع أنه يتحدث في تهكم عن صنم للأمم.

كيف يُقال عن صموئيل النبي العظيم، إنه أتى صاعدًا من الأرض؟! إنه تعبير لا يليق بكرامة الأنبياء..!

فلو كان الله يريد أن يظهر صموئيل ليبكت شاول، أو ليحمل له إنذارا، ما كان أسهل أن يجعله يظهر بأسلوب أكثر وقارًا، وليس صاعدًا من الأرض، الأمر المُحاط بالريبة والشك!

وهل من المعقول أن يرسل الله رسالة إلى شاول المرفوض؟!

حيث لم تكن هناك صلة ولا شركة بين الله وشاول. بل كانت هناك خصومة. وقد رفضه الله، ونزع روحه منه، وبغته روح رديء من قبل الرب (1صم14:16). ورفض الله أن يجيبه: لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء (1صم6:28). وكان شاول يعرف ذلك جيدًا، وقد قاله (1صم18:28).

فما معنى أن يعود الله ليكلمه؟! وعن طريق العرافة و(الجان)؟!!

وما كان شاول يستجيب لشيء من كلام الله إليه. فالكلام معه لا يفيد. هذا الذي "أسلمه إلى ذهن مرفوض" (رو28:1).

إنه مجرد رأي خاص.. قد يرجحه كثيرون:

أن الذي ظهر لشاول لم يكن هو صموئيل النبي.. مجرد رأي..

ومع ذلك، حتى لو كان الذي ظهر هو صموئيل، فلا يكون ذلك عن طريق العرافة. وإنما من خلال تلك المناسبة. لأن تلك المرأة نفسها لم تقل أنها أصعدت روح صموئيل النبي.

حتى لو كان ذلك قد حدث، فإن العهد القديم غير العهد الجديد.

ففي تلك الأيام -وقبل الفداء، وقبل تقييد الشيطان- كان يوصف الشيطان بأنه رئيس هذا العالم (يو30:14).

أما في العهد الجديد، فليس الأمر هكذا. هذا الذي أعطينا فيه سلطانًا على كل قوة العدو (19:10). وسلطانًا لإخراج الشياطين (مت8،1:10).

فلا تؤخذ حادثة في العهد القديم -أيًّا كان تفسيرها- لكي تُطبَّق في العهد الجديد، لتعطي مثالا عن تحضير أرواح الأنبياء!!

والذي يؤمن بتحضير روح نبي -وبالعرافة و(الجن)- يؤمن بعد ذلك بتحضير أي روح!! وسيؤمن بالعرافة و(الجن) وسلطان البشر!! حاشا.


وتبقى قصة (روح صموئيل، وعرافة عين دور) مشكلة تعددت فيها آراء المفسرين، وحيَّرت الكثيرين...
  رد مع اقتباس