كذلك فإن عبارة "لكي يضبطه متلبسًا" عبارة غير مقبولة.
فهل يحتاج الله إلى ذلك؟! الله الكلي المعرفة، الذي يعرف كل شيء.. يعرف كيف أن شاول طلب هذه العرافة، وسألها أن تحضر له روح صموئيل ألنبي، ووعدها ألا يصيبها ضرر من ذلك. والله أصغى وسمع، وكتب أمامه في سفر التذكرة (ملا16:3).
أكان شاول يستطيع أن ينكر، إن حاسبه الرب على ذلك؟! لقد أنكر قايين، فهل منعه إنكاره؟! فما معنى أن يضبطه متلبسا؟!
يقول البعض أن ظهور النبي صموئيل كان استثناء!
فماذا إذن كان هذا الاستثناء؟ وما الداعي إليه؟!
وهل يحدث هذا الاستثناء في أمر خطير وصفه الرب بأنه رجاسة ونجاسة، وأنه أمر مكروه عند الرب، وبسببه طرد الأمم؟! (تث9:18-12).
ثم ما معنى أن يقول صموئيل لشاول: "لماذا أقلقتني، بإصعادك إياي؟" (1صم15:28)؟!
هل يستطيع شاول المرفوض من الله، أن يُقلِق صموئيل النبي العظيم؟! وهل يستطيع إصعاده من حيث هو؟!
ولو كان صموئيل النبي مرسلًا من الله لضبط شاول في استخدامه العرافة و(الجان)، فهل يُعقَل -وهو مُرسَل من الله- أن يقول لشاول: "لماذا أقلقتني؟" وأن يقول له: "إصعادك إياي"؟!!
عبارة "إصعادك أيَّاي" تعني أن شاول هو الذي أصعده، وليس أن الله هو الذي أرسله!! إلا لو كانت مشيئة الله منطبقة على مشيئة شاول، وحاشا أن يكون ذلك.
عبارة "أقلقتني" تدل على أنه جاء على الرغم منه مكرهًا!
بل تدل أيضًا على أن كان متذمرًا على ذلك الوضع، وطبعًا لا يمكن أن يتذمر إن كان الله قد أرسله إلى شاول. كما أنه لو كان جاء من تلقاء نفسه ما كان يقول: لماذا أقلقتني.
نبحث موضوعًا أهم وهو: هل الذي ظهر هو صموئيل النبي؟
وهنا نضع أمامنا بعض ملاحظات هامة، وهي:
1- المرأة العرافة لم تقل إنه صموئيل. لم تذكر هذا الاسم، وصموئيل النبي كان شخصية معروفة جدًا ومشهورة وقتذاك.. بل قالت المرأة: "رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة". وهذا الوصف ينطبق على مئات الناس.
2- لو كانت المرأة تحضر روح صموئيل، ثم رأت صموئيل، لكانت تفرح بنجاح مهمتها، لكنها "صرخت بصوت عظيم" (1صم12:28)، حتى أن شاول قال لها: "لا تخافي، ماذا رأيتِ"؟
3- قالت المرات: "رأيت آلهة يصعدون من الأرض" (1صم13:28).
وعبارة "إلهة" تعني أنها رأت كثيرين. وقد قيلت عبارة "آلهة" عن آلهة الأمم، "لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز5:96). وقيل عن الشيطان أنه "إله هذا الدهر" (2كو4:4).
واستخدم الكتاب تعبير آلهة أيضًا في (مز6،1:82).