خامسًا: الرسل والكنيسة:
كان "الرسل" عطية الله للكنيسة، فكانت خدمتهم أهم الخدمات (1كو 12: 28، أف 4: 11) ولذلك نقرأ أن الكنيسة بنيت على أساس الرسل والأنبياء (أف 2: 20) وقد منح الرب لهم السلطان (مرقس 6: 7) والقوة (أع 1: 8)، لا للمناداة بالإنجيل فحسب، بل ولبنيان الكنيسة أيضًا (أع 4: 33، 2 كو 10: 8، 13: 10) فبجانب الكرازة كان عليهم أن يعملوا (أع 2: 42) وأن يقوموا ببعض الشؤون الإدارية (أع 6: 1-4) كما ظهر سلطانهم في إجراء التأديب في الكنيسة (أع 15: 36، 1 كو 4: 15 و16). والمشكلات الهامة في الكنيسة بت فيها " الرسل والمشايخ " (أع 15: 6).
ويقول الرسول بولس إنه "إذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان" (غل 2: 9) ولكن لم يكن هذا مانعًا من أن يكرز الرسول لليهود (أع 13: 4.. الخ)، كما لم لم يمنع بطرس من أن يكرز للأمم (أع 10) وقد خرج الرسل بعد ذلك إلى مختلف الأقطار حاملين الإنجيل إلى أماكن جديدة (رو 15: 14-24).
سادسًا: الخلاصة:
واصل الرب يسوع الكثير من خدمته من خلال الرسل، فكان مركزهم فريدا لم ينتقل إلى غيرهم، فلم يحل أحد محل الرسل الذين رقدوا (أع 12: 2)، ولم يأخذ بولس مكان يهوذا الإسخريوطي، كما لم يحل يعقوب أخو الرب محل يعقوب بن زبدي، لقد ظهر الرسل في مرحلة فاصلة في التاريخ، وبقوة الروح القدس أسسوا الكنيسة، وتركوا لنا هم ورفقاؤهم العهد الجديد ليكون مرجعا للكنيسة في كل شيء.