ثالثًا: الخدمة والإنجيل:
عندما اختار الرب يسوع الاثني عشر كان ذلك ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا " (مرقس 3: 14). وكان هذا من أهم ما قاموا به كما نرى في سفر أعمال الرسل. وشروط الانضمام للاثني عشر مذكورة في سفر أعمال الرسل (1: 21 و22) إذ كان يجب أن يكون ممن كانوا مع الرب يسوع منذ معمودية يوحنا إلى صعود المسيح، فقد وقعت في تلك الفترة كل الأحداث المتعلقة بعمل الفداء وقد بدأ البشيرين الأربعة أناجيلهم بمعمودية يوحنا (مت 3: 1، مرقس 1: 2، لو 3: 1، يوحنا 1: 6)، مع مقدمة تاريخية في إنجيل متى ولوقا ومقدمة لاهوتية موجزة في إنجيل يوحنا. كما كانت معمودية يوحنا نقطة البداية في الكرازة بالإنجيل (اع 10: 37، 13: 24) كما تختم الأناجيل بصعود المسيح (مت 28: 16-20، مرقس 16: 19، لو 24: 50-53، يوحنا 20: 17، وإن كان ذلك لا يُذكر صراحة في إنجيل يوحنا) وقد امتدت الكرازة لتشمل حلول الروح القدس (أع 2: 33.. الخ) الذي ألمحت الأناجيل إلى عملة في الكنيسة. وقد كان هناك تأكيد خاص على أنهم شهود للقيامة (أع 2: 32، 3: 15، 13: 31).
ولم يكن لبولس أن يعد من الاثني عشر لأنه لا يستوفى كل الشروط المذكورة، لكنه كان شاهدًا للقيامة (أع 26: 16-18، 1 كو 9: 1، 15: 8). والكيفية التي يصف بها ظهور المسيح له، تدل على أنه اختبر اختبارًا موضوعيًا فريدًا شبيها بما اختبره التلاميذ قبل الصعود، كما أن يعقوب أخا الرب قد رأى المسيح المقام (1 كو 15: 7) كما رآه أكثر من خمسمائة أخ (1 كو 15: 6) وكان لا بُدّ للذين لم يكونوا من التلاميذ في أثناء خدمة الرب على الأرض، أن يستندوا إلى أقوال الرسل عن أحداث تلك الفترة.
ولم يكن الرسل مجرد شهود لتلك الحقائق، بل كانوا مقريها أيضًا. وكرازة الرسل ورفقائهم وكتاباتهم هي التي تزودنا بما نحتاج إلى معرفته من حقائق عن الرب يسوع المسيح وفدائه الكامل.