وهناك أنوع مختلفة الأشكال والحجوم من الشباك لصيد الأسماك، فمنها:
(1) ما يطرح فوق سطح الماء فيأخذ شكلًا مستديرًا ثم تغطس أطرافه في المساه بفعل الأثقال المعلقة بها، فتأخذ الشبكة شكل المخروط أو الجرس، وعندما تسحب الشبكة من الماء، تسحب معها كل الأسماك التي احتواها المخروط إذ تنضم أطرافه بفعل الأثقال أيضا. وطرح هذه الشباك يستلزم مهارات معينة، كما أنه يصلح في المياه غير العميقة. وكان بطرس وأندراوس أخاه يلقيان شبكة من هذا النوع، عندما دعاهما الرب يسوع ليجعل منهما "صيادي الناس" (مت4: 19)، إذ أن الكرازة تحتاج إلى مواهب ومهارات روحية.
(2) وهناك شباك أكبر تجر في المياه، سواء بتثبيت أحد طرفيها في القاع بواسطة أثقال تربط به، فتكّون الشبكة حائطا رأسيا في مجرى المياه، أو يربط أحد طرفيها في الشواطئ ويُجر الطرف الآخر بواسطة قارب يسير في حركة شبه دائرية إلى أن يلتقيا، فتسحب الشبكة إلى أحد القاربين أو إلى الشاطئ. وهذه الشباك تجمع من الأسماك الصغير والكبير، والجيد والرديء، والحي والميت، لذلك شبَّه بها الرب ملكوت السموات (مت 13: 48.47).
وتستخدم كلمة "شبكة أو شباك" مجازيا أيضا لتصوير مؤامرات الأشرار (انظر مثلا مز 9: 15، 10: 9: 25: 15، 35: 8.7، 140: 5، 140: 10، أم 29: 5، ميخا 7: 2 … إلخ.) كما يشبه قلب المرأة الشريرة بشبكة لصيد الأحمق (جا 7: 26) كما أن إطراء الرجل لصاحبه، يشبَّه بشبكة يبسطها والرجل لصاحبه (أم 29: 5) كما يشبَّه بها أيضا عقاب الله (مز 66: 11، مراثي 1: 13، حز 12: 13، 32: 3، هو 7: 12).
صورة في موقع الأنبا تكلا: قلة المياه المتاحة للمواشي: "ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا، إذ كانت أملاكهما كثيرة، فلم يقدرا أن يسكنا معا" (التكوين 13: 6) - مجموعة "إبرام "إبراهيم" ولوط يفترقا" (التكوين 13) - صورة (4) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا
* سح: سَح الماء ونحوه، سال من أعلى إلى أسفل. وسحَّ الماء أي صبه صبًا متتابعًا كثيرًا. ويقول أليهو لأيوب وأصحابه في وصفه لقدرة الله: "لأنه يجذب قطار الماء. تسح مطرًا من ضبابها" (أي36: 27).
* استقى ماء: كان الأجير الذي يستقى الماء يعتبر من أدنى طبقات الخدم (تث 29: 11). ومع ذلك فقد فضل الجبعونيون أن يكونوا "مستقى ماء" عن أن يموتوا في الحرب (يش 9: 21و23و27). وكان يقوم بهذه الخدمة في البيوت -عادة- النسوة (تك 24: 11)، والغلمان (راعوث 2: 9).
* ساقية (سواق): الساقية -في الكتاب المقدس- هي القناة تسقى الأرض والزرع، وجمعها " سواق" (انظر خر 7: 19، 8: 5، مز 46: 4، 65: 9، إش 19: 6..الخ). و"ساقية الوديان "التي يشبه بها أيوب أصحابه الغادرين (أيوب 6: 15)، هى مجرى الماء سريع الجفاف، فلا يجد فيه العطشان ماء.
* هرق - أهرق - تُهراق - مُهراق: أهرق الماء ونحوه هرقًا: صبه، وأصلها أراقه يرُيقه. ويقول صوفر النعماتي لأيوب: إن الشرير " السموات تعلن إثمه، والأرض تنهض عليه، تزول غلة بيته. تهراق (تنسكب وتغنى) في يوم غضبه" (أى 20: 28 - أنظر أيضًا إش 19: 3).
وقالت المرأة التقوعية الحكيمة لداود: " لأنه لا بُدّ أن نموت ونكون كالماء المهراق (المسكوب) على الأرض الذي لا يُجمع أيضًا" (2 صم 14: 14).
ويقول آساف: " لماذا يقول الأمم: أين هو إلههم، لتعرف عند الأمم قدام أعيننا نقمة دم عبيدك المهراق (المسفوك) (مز 97: 11 انظر أيضا مز 106: 38، لو 11: 50...)
ويقول إشعياء النبي: " وتهراق روح..." (إش 19: 1 و3) أى تذوب. وتقول عروس النشيد لعريسها: " اسمك دهن مهراق" (نش 1: 3) أي أنه " طيب مسكوب يعطر أريحه الجو.
ويقول الرب له كل المجد: " ليس أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق، فهي تُهرق والزقاق تتلف" (لو 5: 37).
* نوء: النوء: المطر الشديد، وشدة هبوب الريح، واضطراب البحر ويتمنى داود لو أن له جناحي حمامة لكي يسرع في النجاة من " الريح العاصفة ومن النوء" (مز 55: 6-8).
ويقول إشعياء النبي في إشارة إلى الأشوريين: إن عند السيد (الرب) متسلطا شديدًا قويًا "كانهيال الَبَرد، كنوء مُهلك، كسيل مياه غزيرة جارفة" (إش 28: 2)، وإن هيجان غضب الرب: ليهب نار آكلة، نوء وسيل وحجارة بّرَد" (إش 30: 30 - ارجع أيضا إلى إرميا 23: 19، 25: 32، 30: 23).
وعندما نزل يونان إلى السفينة ليهرب من وجه الرب " أرسل الرب ريحا شديدة إلى البحر، فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر"، وقد اعترف يونان أنه بسببه حدث هذا النوء العظيم (يونان 1: 4 و12).
وقد حدث نوء ريح عظيم عندما كان الرب في السفينة مع التلاميذ، " وكان هو في المؤخر على وسادة نائمًا، فأيقظوه... فقام وانتهرَ الريح، وقال للبحر اسكت، أبكم، فسكنت الريح وصار هدوء عظيم" (مرقس 4: 35 - 41، ارجع أيضًا إلى لو 8: 22 - 25).
كما حدث نوء عنيف أدى إلى تحطم السفينة التي كان عليها الرسول بولس في طريقه إلى رومية (أع 27: 18).
ويقول الرسول بطرس عن المعلمين الكذبة إنهم آبار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء، الذين حُفظ لهم قتام الظلام إلى الأبد" (2 بط 2: 1 ر 17).
* قناة (قنوات): القناة مجرى مائي صناعي لنقل الماء من مصادره الطبيعية إلى الأمكنة المراد نقله إليها للأغراض المطلوبة. ويسأل الرب أيوب قائلًا: من فرع قنوات للهطل، وطريقا للصواعق ليمطر على أرض حيث لا إنسان؟ (أي 26:38،25) في إشارة إلي سيول الأمطار التي تهطل على الأرض، وليس إلى قنوات مشيدة تجرى فيها المياه.
وكانت أورشليم مثل سائر المدن المحصنة المبنية بالقرب من ينابيع المياه في العصرين البرونزي والحديدي، وكانت هناك قنوات أو أنفاق لتزويد هذه المدن بالماء اللازم لحياة المواطنين وكان اليبوسيون (سكان أورشليم الأصليين) قد حفروا قناة في التل الذي كانت مدينة يبوس (أورشليم قديمًا) تقوم عليه لاستجلاب المياه من نبع جيحون لتخزينه في خزان مياه على عمق نحو أربعين قدمًا أسفل المدينة، وحفروا بئرا تصل إلى هذا الخزان لاستقاء الماء منه (2 صم 8:5) وصبه في قناة منحدرة لتجري فيها المياه إلى بيوت المدينة داخل السور (والأرجح أنها هي القناة المشار إليها في 2 صم 20:17).
وفي أيام سليمان وخلفائه، أنشئت قناتان، الأقدم منهما كانت قناة مكشوفة محفورة في الصخر، أما الثانية فكانت مبنية ومغطاة بألواح حجرية لتحمل مياه جيحون إلى خزان هو البركة العليا (2 مل 17:18) على ارتفاع نحو 1300 قدم فوق البركة السفلى (إش 9:22) أو البركة العتيقة (إِش 11:22).وقد أمر الرب أشعياء النبي أن يخرج هو وابنه شآريشوب لملاقاة آحاز الملك عند طرف قناة البركة العليا (إش 3:7). كما جاء ربشاقي (قائد سنحاريب ملك اشور) بجيش عظيم ووقف عند قناة البركة العليا (إش 2:26).
* بركة: وهي في العبرية "بركة" أيضًا، وتطلق على أي حوض تتجمع فيه مياه الأمطار، أو مياه نبع من الينابيع. وكان الاحتفاظ بالمياه مسألة بالغة الأهمية في فلسطين حيث أن متوسط سقوط المطر في أورشليم لا يتجاوز 25 بوصة في السنة، والأمطار تسقط على مدى الخمسين أو ستين يومًا فقط في السنة، وكانت تستخدم المنخفضات الطبيعية لتخزين المياه، وإذا لم توجد تلك المنخفضات الطبيعية، كانوا يحفرون بركًا صناعية. وإذا كانت مصادر المياه تقع خارج المدينة، كانت تحفر أنفاق لنقل المياه إلي داخل المدينة للانتفاع بها في أوقات الحصار، وقد قام حزقيا الملك بمثل هذا العمل (2 مل 20: 20). وقد اكتشفت مثل هذه الإنفاق في جازر ومجدو.
ولندرة مصادر المياه، كثيرًا ما كان ينشب النزاع حولها (تك 26: 15-22). وقد ساعد موسى بنات كاهن مديان في سقي غنيم أبيهن (خر 2: 16-18).
ومن أشهر البرك المذكورة في الكتاب المقدس، بركة بيت حسدا (يو 5: 2)، وبركة سلوام (نح 3: 15، يو 9: 7)، وبركة جبعون (2 صم 2: 13)، وبركة حبرون (2 صم 4: 12)، وبركة السامرة (امل 22: 38)، والبركة العليا (2مل 18: 17، أش 7: 3، 36: 2)، والبركة السفلى (أش 22: 9)، والبركة العتيقة (أش 22: 11)، وبرك حشبون (نش 7: 4)، وبركة الملك (نح 2: 14).
* حمّام (استحمام): (1) الحمَّام المألوف: نادرًا ما ورد في الكتاب المقدس ذكر الاستحمام بالمعنى المألوف، أى الاستحمام لغير الطقوس الدينية، سواء في مكان عام أو خاص، ولكن هناك حالتين تسترعيان النظر:
(أ) نزول ابنة فرعون إلى النيل لتغتسل أو بالحري لتستحم (خر 2: 5).
(ب) استحمام بثشبع امرأة أوريا الحثي في مكان مكشوف حتى استطاع داود أن يراها من على السطح وهي تستحم (2صم11: 2).
ونظرًا لتربة فلسطين الجيرية المتربة، والأحذية المفتوحة التي كان يرتديها الشرقيون بدون جوارب، كان يجب غسل الأرجل مرارًا (تك 24: 32، 43: 24، قض19: 24، 1صم25: 41، 2صم11: 8، نش5: 3... إلخ.). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) كما كانت الحاجة الشديدة أيضًا للاستحمام لتنشيط الجسم وبخاصة في الفصول الحارة.
ولكن كان موضع اهتمام كتَّاب الوحي، استحمام أو اغتسال من نوع آخر، فقد كان الاستحمام جزءًا من الطقوس الدينية، مثله مثل غسل الأيدي قبل الأكل (تك 18: 4، 19: 2، لو7: 44).
(2) أماكن الاستحمام: كانت الأنهار والأحواض التي تتجمع فيها مياه الينابيع هي الأماكن المألوفة للاستحمام (خر 2: 5، 2مل5: 10... إلخ.). كما كانت في المدن الكبيرة موارد مياه مخزونة في أحواض أو بحيرات صناعية، كانت مياهها تستخدم أحيانًا الاستحمام (2صم 11: 2). ومع ذلك كما يقول بزنجر لم يكتشف أي أثر للحمامات في البيوت العبرية القديمة بما فيها القصور الملكية. ويبدو لنا من قصة سوسنة العفيفة (تتمة دانيال 13: 15) أنه كانت توجد أحواض للاستحمام في الحدائق في بابل، وإن كانت الإشارة هنا في الغالب إلى الاستحمام في الهواء الطلق.
ومن المؤكد أن الحمامات العمومية المعروفة لدينا الآن، وكذلك أحواض الغطس من الطراز اليوناني، لم تكن معروفة لدى العبرانيين إلى حين اتصالهم بالحضارة اليونانية. وقد ظهرت هذه الحمامات للمرة الأولى في عصر الحضارة اليونانية الرومانية، حيث كانت توجد دائمًا في "ساحات التدريبات الرياضية". وتوجد بقايا منها إلى وقتنا الحاضر، تدل على درجات متفاوتة من الثراء والكمال المعماري، في أماكن متفرقة من الشرق، كما في مدن ديكابوليس وبخاصة "جرش" و"عمان"، ففيهما أفضل الأمثلة لذلك، كما توجد أيضًا في بومبي في إيطاليا. وقد اكتشف مستر "ر. أ. س. مكاليستر" سلسلة من غرف الاستحمام في"جازر" بفلسطين متصلة بأحد المباني الذي يحتمل أنه كان قصر سمعان المكابي.
(3) الاستحمام عند اليونان وعند الساميين: إذا أخذنا في الاعتبار عدم سقوط الأمطار في فلسطين، سبعة أشهر في السنة، وندرة الماء الذي لا يقدر بثمن، والحاجة الماسة إليه في معظم أيام السنة، بل طيلة العام في بعض المناطق، وقد نذكر كيف ينظر البدو في أيامنا هذه إلى استخدام الماء للتطهير في مثل تلك الأمكنة والأزمنة على أنه ترف وإسراف، ومع ذلك كانت هناك ضرورة استخدامه للأغراض الطقسية في ناموس موسى. ومن المؤكد وجود اختلاف ملحوظ في نظرة اليونانيين للاستحمام، ونظرة العبرانيين والأسيويين بعامة إليه. ولكن بعد غزو الحضارة اليونانية لفلسطين في عصر أنطيوكس إبيفانس، دخلت معها الأفكار والعادات اليونانية، وبناء الحمامات التي شاعت بكثرة في عصر هيرودس الكبير(40-4 ق.م.).
(4) التطهير الطقسي: يشير الاغتسال أو الاستحمام في الكتاب المقدس، في غالبيته إلى الفرائض الطقسية، إلى التطهير من ملامسة الجثث أو الأشخاص أو الأشياء النجسة، أو ملامسة الأشياء المحرمة أي المكرسة للرب بناء على أوامره. وكان العبرانيون في العهد القديم لا يفرقون بين الاستحمام الكلي أو الجزئي، فكلاهما كان يعبر عنه بكلمة "راهاك" وهي تشير إلى الاغتسال كما إلى الاستحمام. ويقول " كيندي " إن " الحمّام " أصبح عند عامة الشعب " عاملًا هامًا في العبادات الإسرائيلية ". ونقرأ عن استحمام الأسينيين يوميًا (يوسيفوس). ثم نجد يوحنا المعمدان يعمد بالغطس وكذلك فعل الرسل أيضًا (انظر مت 3: 16، أ ع 8: 38، رو 6: 3).
(5) الاستحمام للاستشفاء: ونجد مثالًا لذلك في إنجيل يوحنا (يو 5: 2-7). وهناك بقايا لحمامات قديمة في "جدرة " وغيرها من الأماكن في شرقي الأردن، كان يقصدها الكثيرون للاستشفاء. وهناك حمامات ساخنة ما زالت قائمة بالقرب من طبرية على الساحل الجنوبي الغربي لبحر الجليل استخدمت لغرض الاستشفاء منذ زمن بعيد جدًا. ويقول أحدهم: "إن الجماهير بعامة في أزمنة العهد القديم، بل والجديد، لم يكونوا ميالين إلى الاستحمام كثيرًا، كما أنهم لم يلتزموا بالقيام بذلك في أماكن منعزلة".
* بحيرة: ترد كلمة بحيرة في إنجيل لوقا (5: 1، 2، 8: 22 و23، 33) بالإِشارة إلي بحيرة جنيسارت التي هي بحر الجليل. كما ورد ذكر بحيرة النار" (رؤ 20: 14، 15)، و"بحيرة النار والكبريت" (رؤ 20: 10)، و"بحيرة النار المتقدة بالكبريت" (رؤ 19: 20)، و"البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤ 21: 8).
والبحيرات قليلة في سوريا وفلسطين، والبحر الميت الذي يعتبر بحيرة، يطلق عليه " بحر الملح " والعرب يمسونه " بحر لوط ". ويظن البعض أن "مياه ميروم" (يش 11: 5، 7) هي بحيرة الحولة التي لا تزيد عن كونها بركة في مجري الأردن الأعلى شمالي بحر الجليل.
وهناك بحيرات شبه محلية شرقي دمشق علي حدود الصحراء حيث تتجمع هناك مياه أنهار دمشق وتتعرض للبخر (انظر 2 مل 5: 12).
وتقع بحيرة "يمونة" الصغيرة في لبنان إلي الغرب من بعلبك، وتغذيها ينابيع غزيرة، ولكن مياهها تجف في أواخر الصيف لتسربها في قنوات تحت الأرض.
أما بحيرة حمص علي نهر الأورنت (العاصي) فهي بحيرة صناعية رغم قدمها. وتقع بحيرة أنطاكية علي نهر العاصي الأسفل.
وهناك العديد من الأنهار التي ذكرت في الكتاب المقدس مثل نهر الأردن ونيل مصر وغيرها، وكذلك توجد بعض الأماكن التي تحمل هذا الاسم مثل "آبل المياه" و"برك سليمان" و"حمة".