القداسة والنجاح في الدراسة:
للقداسة دور كبير في نجاح الإنسان في حياته. لأنه في وجودها يغيب الصراع بين الجسد والروح. فيحتفظ الإنسان بطاقته الحيوية وصفائه الذهني. وهما عاملان أساسيان في النجاح والتقدم.
وبعض الذين يتأخرون في دراستهم وأحيانا يفشلون فيها، يكون السبب استغراقهم في أفكار الجسد فيقعون فريسة للصراع المرير بين الجسد والروح.
ويشتد هذا الصراع بالذات أثناء الاستذكار فيبتلع الوقت. وتصبح مشكلة الطالب ليس تدنيس نفسه بالأفكار الشريرة فقط، بل ضياع وقت المذاكرة الذي هو ضياع لمستقبله العلمي.
ومن ثم لزم أن نتعرف على سبل التغلب على الأفكار الجسدية التي تهاجمنا أثناء المذاكرة. وأهم هذه السبل:
1 - اقتناعي وإيماني بأهمية المذاكرة من واقع أن المتعلم أفضل من الجاهل وأنى كلما حصلت على شهادة أعلى كان هذا أنفع لي لدراسة أعلى أو لوظيفة أفضل.
2 - قبل أن أبدأ مذاكرتي أقف أمام الله مصليًا وأطلب منه أن يبارك في وقتي ويعطيني فهمًا وتركيزًا ويبعد عنى الأفكار المعطلة و أرشم الصليب على ذاتي وعلى كتبي.
3 - أضع على مكتبي وعلى الحائط أمامي بعض الصور الروحية للسيد المسيح والسيدة العذراء وبعض الشهداء والقديسين. فأحس ببركة وجودهم معي وأتشجع بهم لأنهم قدوتي في الطهارة والاجتهاد والأمانة ومحبة الله وهم على استعداد لمعونتي.
كذلك تشغيل الريكوردر recorder بصوت هادئ جدًا كأنه من مسافة بعيدة له تأثيره على هدوء التوتر النفسي والجنسي ومن ثم هدوء الأفكار، وذلك عند الحاجة إليه وحسب تَعوُّد كل واحد في طريقة استذكاره.
4 - أبدأ مذاكرتي ملتزمًا بجدول الدراسة اليومي بهدف أن انتهى من دروس اليوم حصة بحصة، ثم أبدأ بالاستعداد لدروس اليوم التالي بنفس الطريقة. وإن كان هناك فائض وقت أراجع جزءًا من الدروس القديمة حتى لا يطويها النسيان. هذا يجعل مذاكرتي منتظمة ويشجعني على التركيز فيها فلا تجد الأفكار فرصة لتتسلل فيها إلىَّ.
5 - إذا كان جو البيت هادئًا فيحسن أن يكون باب الحجرة مفتوحًا أو مواربًا حتى أضع نفسي تحت مراقبة من يروح ويجيء من أهل البيت فلا أسمح لفكري أن يشرد بعيدًا عن المذاكرة.
6 - ضرورة تجديد الهواء في مكان المذاكرة لأن الجو المكتوم يساعد على هجوم الأفكار الشريرة.
7 - عدم استمرار الجلوس مدة طويلة ومحاولة تنشيط الدورة الدموية للأطراف وكل أجزاء الجسم ببعض التمرينات الرياضية البدنية أو تعريض الرأس والوجه لقليل من المياه الفاترة.
8 - اللجوء للأسلوب الحسي في المذاكرة بأن أذاكر بصوت عالٍ أو أن أمسك القلم لأسجل عناصر الموضوع أمام كل فقرة في هامش الكتاب أو أضع خطًا تحت كل عبارة هامة أو أهتم بالجانب العملي في المذاكرة مثل رسم الخرائط أو الأجهزة أو الرسوم التوضيحية حتى تهدأ الأفكار ثم أكمل بالجانب النظري.
9 - عند إلحاح الأفكار الجسدية أثناء المذاكرة أقاوم الاستسلام لها بتوبيخ نفسي على ضياع وقت المذاكرة الذي يستغله الآخرون في مذاكرتهم بحماس واجتهاد. وإذا لم يُجدِ هذا التوبيخ فألجأ إلى صلاة حارة بأحد المزامير الاستغاثية ورشم الصليب بقوة وإيمان. فتتبدد هذه الأفكار في الحال. لأن الصلاة من الأعماق خصوصًا للنجاة من الشر تستجاب في الحال.
10 - في حالة عدم جدوى الصلاة الاستغاثية بسبب تعلق القلب بالأمور الجسدية ويشتد هجوم الأفكار فيحسن أن أخرج من الحجرة وأختلط قليلًا بأفراد الأسرة أو ارتدى ملابسي وأنزل من البيت لأتمشى بعض الوقت ثم أعود لمذاكرتي.
11 - في حالة العجز عن مقاومة الأفكار الجسدية وعدم نجاح الوسائل السابقة. والتعرض لضياع وقت المذاكرة يمكن اللجوء إلى المذاكرة مع أحد زملاء الدراسة بشرط عدم الاسترسال معه في أحاديث خارجة عن المذاكرة. وفى حالة عدم العثور على زميل فيمكن الاستذكار في قاعة الاستذكار التابعة للكنيسة فإنها مكان مناسب.