عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 11 - 2021, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأثير اختبار الإيمان في أقوياء الإيمان


(ج) عجز النفس عن الحصول بنفسها على روح الإيمان الكافي:
فذلك الرجل لم يشعر فقط بنقص إيمانه، ولكن أيضًا ظهر له عجزه عن إظهار روح الإيمان بمجهوده الشخصي. فهو كان يرى بعينيه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان يعرف أن في يسوع هذا قوة كافية لسد حاجته، ولكن مع هذا كله فإنه رأى نفسه ناقص الثقة وضعيف الإيمان. فشعر في الحال بأن اقتناع فِكره بما للسيد من القدرة على شفاء ابنه لم يكن ضامنًا لاقتناع قلبه، ووجود الإيمان الكافي فيه، وإنه إن لم يؤازره بعمله الخاص ويرسل إليه نعمة إيمان خاصة، فإنه عاجز عن إظهار روح الإيمان فصرخ قائلًا "أَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي" وهذه حقيقة هامة يعلمنا إياها امتحان إيماننا عندما يكون إيماننا ضعفيًا.

أن نتيجة أمتحاننا تبرهن لنا بأن روح الإيمان ليس مما يستطيع البشر أن يحصلوا عليه بمجهودهم الشخصي، ولكنه هو عمل الله الخاص يعمله بنعمته في قلوب أولاده.

ونحن كثيرًا ما تصادفنا الضيقة عبر أيام غربتنا على الأرض، ولكن لأننا نؤمن بالله أنه إله قادر علي كل شيء ومحب للبشر، ويحول كل الأمور للخير، ونتذكر معونته ومؤازرته لنا في كل الأيام السابقة لنا. نرى أفكارنا مقتنعة بأنه لا معني أبدًا ولا وجود للخوف أو الاضطراب، ولكن الغريب أن رغم هذا الاقتناع الفكري نرى قلوبنا مضطربة ومفزوعة… وكل محاولات نصنعها لننتزع هذا الاضطراب تذهب عبثا. فهذا يجعلنا نثق إذًا أن أقتناع الفكر شيء وطمأنينة القلب شيء أخر. وأن إقتناع الفكر نستطيع أن نحصل عليه بأنفسنا، ولكن إيمان القلب هو عمل الله وحده أو كما قال أنه "عطية الله"...

فالله هو الذي يقسم لكل واحد مقدارًا من الإيمان على قدر ما نطلب وعلى قدر ما نظهر الأمانة، بما يعطينا إياه من مقدار الإيمان.

فما أحوجنا أيها الأحباء لصلاة ذلك الرجل "أَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي" لنرفعها دومًا لله صارخين بها كل حين، ونقول أيضًا مع الآباء الرسل الاطهار يا رب "زِدْ إِيمَانَنَا" (لو 17: 5) ولكن ينظر إلينا الرب ويتحنن علينا ويُنمي بذرة الإيمان التي بداخل قلوبنا، لكي نصل إلى الإيمان الكامل بالله أنه هو المدبر لحياتنا وهو الضابط الكل الذي بيده كل الأشياء وأمور حياتنا منذ لحظة ولادتنا حتى مفارقتنا هذه الحياة علي خير وإيمان بالسيد المسيح الذي له كل المجد والإكرام جميع أيام حياتنا.
  رد مع اقتباس