عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 11 - 2021, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأثير اختبار الإيمان في أقوياء الإيمان


(ب) يتشدد إيمانها: فالنفس إذ تمر عليها التجارب وترى إيمانها في إلهها لم يكن عبثًا يزداد إيمانها متانة إذ تعرف أن الذي وعد هو أمين، وأن من يتعلق به لا يخزى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولا ريب أن كثرة الضوائق التي مرت علي حياة بولس الرسول هي التي جعلت إيمانه في الله يتشدد حتي استطاع أن يقول في أخر رحلة آلامه وشكره وصبره عليها "أَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ" (2 تي 1: 12). فالضيقات تعطينا فرصة لاختبار صدق إيماننا، وأمانة من نؤمن فيه فنزداد ثقة في الله مخلصنا والمعتني بنا والمدبر كل شيء حسنًا للخليقة كلها.



(ج) تنال جزاء إيمانها: فلم يكن ينتهي امتحان إبراهيم حتي أعلن الله من السماء له مجازاته علي إيمانه قائلًا له "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي" (تك 22: 16-18).



ولنلاحظ ايها الاحباء أن كل أمتحان ينتهي بالنجاح تعقبه المكافأة كما حدث مع أبونا إبراهيم العظيم، وكل ضيقة تجوز بحياة المؤمنين ويظهر فيها المُجرب روح الإيمان حقيقي، فالضيقة تكون سبب بركات جديدة يمنحها الله بركات للحياة الحاضرة، وبركات للحياة العتيدة. ولذا أوضح لنا الآباء الرسل أهمية هذه الضيقات واختبارات الإيمان فيما سجلوه من كِتابات من واقع خبراتهم الخاصة:



نجد القديس بولس الرسول يقول "لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا" (2 كو 4: 17).

ويعقوب الرسول يقول "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ»" (يع 1: 12).

والقديس بطرس الرسول يقول "لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1 بط 1: 7).

لذلك لا نتذمر إذا وقعنا في تجارب متنوعة، فهي تذكي إيمان الانسان وتثقل شخصيته وتظهر معدن إيمانه النقي وتنقله من مجد إلي مجد، وذلك عندما يحيا الإختبار بإيمان وتسليم وثقة كاملة في الله خالقنا الذي يدبر كل شيء حسنًا وفي أفضل أوقات حياتنا…

هذا عن أقوياء الإيمان…

أما عن ضعفاء الإيمان، فللحديث بقية في المقال التالي.
  رد مع اقتباس