عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 11 - 2021, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - الصوم لجام قوي للجسد


(3) الصوم يسبق أي عمل روحي
لذلك فالصوم يسبق أي عمل روحي.. وكمثال لذلك نجد الصوم يرتبط ارتباط كلى بالصلاة، فهما لا يفترقان.. فالذي يصوم ولا يصلى لا يكتمل عمله الروحي، ولا يتمتع بالصوم الطاهر النقي.

* لذلك نصرخ في قسمة الصوم الكبير ونقول: "الصوم والصلاة هما اللذان عملا بهما الأبرار والصديقون ولباس الصليب، وسكنوا في الجبال والبراري وشقوق الأرض من أجل عِظم محبتهم في الملك المسيح".

* "حينما يبدأ الإنسان بعمل فلاحة البر بذاته، فأول عمل يعمله هو أن يصوم، لأنه بدون النسك جميع فضائل فلاحة الذات مرتخية. فالصلاة لا تكون نقية والأفكار لا تكون متنقية، والذهن لا يصفو والإنسان الخفي لا يتجدد" (القديس مار فيلو كسينوس).


(4) الصوم يقوى إرادة الإنسان
إن السبب الأساسي في سقوط أبوينا الأولين آدم وحواء في كسر وصية الله هو ضعف الإرادة.. "فأكلت بإرادتي وتركت ناموسك عني.. وتكاسلت عن وصاياك.. أنا اختطفت لي قضية الموت" (القداس الغريغوري).

فبمجرد أن جاءت الحية إلى أمنا حواء وبدأت في تشكيكها في كلام الله.."وكانَتِ الحَيَّةُ أحيَلَ جميعِ حَيَواناتِ البَريَّةِ التي عَمِلها الرَّبُّ الإلهُ، فقالَتْ للمَرأةِ: أحَقًّا قالَ اللهُ لا تأكُلا مِنْ كُل شَجَرِ الجَنَّةِ؟". فقالَتِ المَرأةُ للحَيَّةِ: مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الجَنَّةِ نأكُلُ، وأمّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ التي في وسطِ الجَنَّةِ فقالَ اللهُ: لا تأكُلا مِنهُ ولا تمَسّاهُ لِئلا تموتا. فقالَتِ الحَيَّةُ للمَرأةِ: لن تموتا!" (تك3: 1–4).

خضعت أمنا حواء لكلام الحية لضعف إرادتنا وعدم رفضها لكلام الحية.. وأكلت بل ما هو أعجب من ذلك ذهبت لأبونا آدم وأقنعته بسهولة جدًا، وأكل دون أن يفكر في عاقبة ما سوف يفعله، ووقع في معصية الله.

انتهت القصة بالحكم عليه هو وامرأته وكل بنيه بالموت الأبدي، وطُرد من أمام وجه الله ومن الجنة، وأصبح حزينًا مطرودًا كئيبًا في حسرة على ما عمله.

* "آدم بينما هو حزين سر الرب أن يرده إلى رئاسته" (ثيؤطوكية يوم الاثنين).

* "وعندما خالفنا وصيتك بغواية الحية.. سقطنا من الحياة الأبدية.. ونفينا من فردوس النعيم" (القداس الباسيلي).

فالصوم يقوى الإرادة الضعيفة.. وخاصة الصوم الإنقطاعي.. يتدرب فيه الإنسان بأن يقول لنفسه أنا سوف لا أكل نهائيًا حتى الساعة.... وأيضًا حينما آكل سوف أمتنع عن كل المأكولات الشهية المحببة لنفسي... فتبدأ ارادة الإنسان الضعيفة تقوى رويدًا رويدًا حتى يصبح الإنسان قوي الإرادة وله شخصية قوية في كل شيء.


(5) الصوم مهذب للجسد والحواس
* مُعلِّمنا داود النبي يقول: "أذلَلتُ بالصَّوْمِ نَفسي" (مز35: 13).

* ومعلمنا بولس الرسول يقول: "أقمَعُ جَسَدي وأستَعبِدُهُ" (1كو9: 27).

فالصوم من أهم فوائده ه تدريب الإنسان على كيفية تهذيب الجسد، وقمع كل ثوراته التي تقوم ضد الروح.. فالصوم يضعف الجسد نسبيًا فتقوى الروح بقدر ما يضعف الجسد.

لذلك آباءنا القديسين كانوا يقظين في قمعهم لثورة الجسد.. وكانوا يعطون الجسد حاجاته الضرورية فقط، ضابطين شهواتهم بكل دقة وحرص.. بل كانوا يمنعون عن أجسادهم ليس كل ما هو شهي ولذيذ فقط بل أيضًا حتى الخبز والماء بكثرة.


تعالوا بنا نرى ماذا قال آباءنا القديسين عن ذلك:
* القديس يوحنا كسيان:

"لقد جرب آباؤنا الصوم كل يوم فوجدوه نافعًا وموافقًا لنقاوة النفس، ونهونا عن امتلاء البطن من أي طعام كان، حتى من الخبز البسيط أو من الماء أيضًا".

* القديسة سارة:

"إن فمًا تمنع عنه الماء لا يطلب خمرًا، وبطنًا تمنع عنها الخبز لا تطلب لحمًا".

* القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو:

"إن مَنْ كان بريئًا من كل خطية (السيد المسيح) صام أربعين يومًا، وأنت أيها الخاطئ تكره هذا الصوم وتأباه. ها هوذا طوفان جديد يدوم مدة 40 يومًا لا تزال السماء فيها هاطلة علينا بأمواه النعم الإلهية. وبه تغرق خطايانا وتحفظ قلوبنا الفضائل والقداسة".

* مار اسحق السرياني:

"الصوم هو بدء طريق الله المقدس. هو يتقدم كل الفضائل، بداية المعركة، جمال البتولية، حفظ العفة، أبو الصلاة، نبع الهدوء، معلم السكوت، بشير الخيرات".

* القديس غريغوريوس رئيس متوحدي قبرص:

"الكبير البطن أحلامه الرديئة تكدر قلبه، والذي ينقص من أكله يصير في كل وقت منتبهًا، لأن مثلما يظلم الجو من الضباب كذلك يظلم العقل إذا امتلأت البطن من المأكولات".

إلهنا الصالح الذي قدّس الصوم بصومه أربعين يومًا..

قادرًا أن يقدس صومنا، ويجعله صومًا روحانيًا..

نسعى فيه لبناء الروح،

ولضبط شهوات الجسد والفكر والحواس..

لكي تتقدس حواسنا وأرواحنا وتتنقى أفكارنا.

ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
  رد مع اقتباس