معلومات إضافية
ولما تنيَّح البابا بطرس أجلسوا مكانه كاتبه دميان الراهب في مسرى سنة 285 ش. وسنة 570 م. في عهد يوستينوس قيصر الثاني. وكان قبل ذلك قد أقام في دير أبي يحنس ست عشرة سنة تحت إرشاد رجال قديسين يتعبد بتقشف زائد بوادي هبيب أي (وادي النطرون). ولما ارتقى الكرسي البطريركي قاموا بعض الذين بقوا من حزب ميليتس لما اشتهروا به من الأفعال الرديئة، وقد كانوا مختلطين بالرهبان، فأمر بطردهم خوفا من أن يفسدوا عقولهم.
قام البابا دميان بالتصدي إلى بدعة بطرس الذي كان من كهنة البيعة الذي تول بعد نياحة الأب ثاؤفانيوس بطريرك إنطاكية، وهذه البدعة خاصة بالاعتراف بالثالوث القدوس. وقد ذكر أنه لا داعي لذكره بالمرة، فكتب له البابا مقالة يذكر فيها اعتراف المجامع المسكونية والآباء القديسين بالثالوث القدوس فرد عليه بطرس بأن مُصِرّ على ضلاله. فعقد البابا دميان مجمعًا حكم فيه على بدعته بالحرم، وعليه هو بالقطع. وكان سبب خلاف بين المصريين والأنطاكيين مده عشرين عام حتى أنهى الله عمر بطرس المخالف.
واستمر البابا دميان يرعى رعيته باهتمام، مجتهدًا في الابتعاد عن كل ما يولد الانشقاق وهو منزو في صومعة بدير النطرون. فقضى بقية حياته في وضع الميامر والمقالات ومقاومة أصحاب البدع الذين كانوا يأتون إليه ويجادلونه، فكان الرب يعطيه الغلبة عليهم.
إلى أن تنيَّح بسلام الرب في شيخوخة حسنة بعد أن أقام بطريركًا مدة ست وثلاثين عامًا وكانت وفاته في اليوم الثامن عشر من بؤونة سنة 320 ش. وسنة 605 م.