عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 11 - 2021, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا متاؤس الأول والثانى والثالث والرابع



فضائله:

كان البابا متاؤس فضلًا عما اتصف به من فائق الرحمة في إعانة المساكين والرهبان والراهبات، لا يتعاظم قط ولا يتكبر، لأنه حاز مع الرحمة فضيلة الاتضاع. وكان إذا دعته الضرورة يعمل مع الفعلة والعمال معاجن الطين وينزح مراحيض البيعة -التي كان هو فيها مع العلمانيين- وكان يحمل القلال من (التراسين) وكان يقوم أيضًا ليلًا ويتبع سير الحمير التي كانت تحمل الغلال وكان مع هذا كله لم ينحط قدره ولم تذهب عنه هيبته بل ازداد مجدًا ووقارًا في أعين الناس. ووّجه اهتمامه منذ أن اعتلى الكرسي إلى الصلاة بدون فتور، فصار عندما يسمع دقات الجرس الذي ركَّبه ينهض للصلاة في أوقاتها مع استمرار في ممارسة فضيلة الصوم.



معجزاته:

بالإضافة إلى المواهب التي أعطاها له الله من إخراج الشياطين وشفاء الأمراض المستعصية فقد منحه الله موهبة إقامة الموتى ومما يذكر أن إنسانًا كان يعمل فاعلًا في عمارة قديمة في بيعة السيدة العذراء بحارة زويله فسقط هذا الفاعل أثناء العمل من فوق السقالة على الأرض وكان حاملًا حجرًا ثقيلًا فلما وقع نزل على جسده ذلك الحجر وطبق أضلاعه فمات، وقصد رفقاؤه أن يتركوه مكانه ويهربوا، فلما سمع البابا بهذا الحادث -حيث كان يقيم وقتئذ في هذه البيعة- لم يمكَّن رفقاء الفاعل من الهرب، وقام عليهم قائلًا: اسكتوا ولا تقولوا إن الفاعل قد مات لأنه لم يمت وأنا أضمن لكم من مراحم السيد المسيح أنه حي فحمله أربعة ووضعوه كأمر البابا أمام صورة السيدة العذراء مريم صاحبة البيعة ثم غطاه بوزرته نحو ثلاث ساعات من النهار إلى التاسعة، وطلب قليلًا من الماء الساخن وصلى عليه وغسل به أعضاء العامل فكان كلما غسل عضوًا من أعضاء هذا العامل يتحرك لساعته إلى أن قام حيًا بشفاعة صاحبة الشفاعات والدة الإله فلما نظر رفقاء العامل والحاضرون ما حدث مجدوا الله. وكان إذا وضع وزرته على أحد المرضى ويذهب ليسأل السيدة العذراء له ويعود ويكشف عنه الوزرة يجده قد شفى من مرضه تمامًا. وهكذا كان يصنع الرب على يد البابا القديس، المعجزات والعجائب كقوله: "أكرزوا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات. اشفوا مرضى أقيموا موتى اخرجوا شياطين. مجانًا أخذتم مجانًا أعطو" (مت 10: 7-9).



نياحته:

تنيح البابا متاؤس الأول نياحة القديسين الأبرار، وقبل وفاته دعا تلاميذه وأولاده الروحيين وأبناءه المختارين وأعلمهم بقرب ساعة انتقاله ثم أرسلهم في تلك الساعة وأحضروا له جميع ما يحتاج إليه لتكفينه ثم أوصاهم أن يتركوه ملفوفًا في أكفانه الصوف ولا يخرجوه عن تقليد الرهبان قط فيدفنوه كراهب بسيط متواضع القلب، وأكد عليهم أن لا يدفنوه إلا بين أولاده الراقدين داخل الخندق (كنيسة الأنبا رويس الأثرية حاليًا) ثم بعدما أوصاهم بهذا باركهم وودعهم ثم أمرهم أن يغطوه بوزرته ويتركوه وحده. وهكذا في الساعة التي غطوه فيها أسلم الروح في الهجعة الأولى من ليلة الاثنين الخامس من شهر طوبة سنة 1125 ش الموافق 31 ديسمبر سنة 1408 م وكان عمره يومئذ حوالي سبعين سنة قضى منها ثلاثين سنه وخمس شهور على الكرسي المرقسي.

وكان الاحتفال بجنازته عظيمًا حيث حضره جمع غفير من كل الطوائف. وبعدما دفنوه أظهر الله منه للمؤمنين آيات وعجائب كثيرة كانت بعد انتقاله أكثر مما كانت في حياته بركة صلاته تكون مع جميعنا آمين.
  رد مع اقتباس