البابا كيرلس الرابع
(البابا كيرلس أبو الإصلاح)
(1853 - 1862 م.)
المدينة الأصلية له: الصوامعة، مركز أخميم
الاسم قبل البطريركية: أبونا الراهب القس داود الصومعي
من أبناء دير: دير أنبا أنطونيوس
تاريخ التقدمة: 28 بشنس (11 بؤونه؟) 1570 للشهداء - 17 يونيو 1854 للميلاد
تاريخ النياحة: 23 طوبه 1577 للشهداء - 30 يناير1861 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي: 6 سنوات و7 أشهر و13 يومًا
مدة خلو الكرسي: سنة واحدة و4 أشهر و16 يومًا
محل إقامة البطريرك: المرقسية بالأزبكية
محل الدفن: كنيسة مارمرقس بالأزبكية
الملوك المعاصرون: عباس الأول - سعيد باشا
صور الأب البطريرك: صور قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس الرابع، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ110
الأساقفة الذين رسمهم: قائمة الآباء الأساقفة الذين قام برسامتهم قداسة البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم 110 (7 أساقفة)
← اللغة القبطية: pi`agioc Kurilloc أو Papa Kurillou =d.
تَرَهَّب بدير الأنبا أنطونيوس سالكًا طريق النسك الزائد والصلاة الحارة.
رسمه البابا بطرس الجاولي قسًا وعينه رئيسًا لدير الأنبا أنطونيوس.
أقاموه بطريركًا في 28 بشنس سنة 1571 ش.
أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدَّد في تعليم اللغة القبطية فيهما.
اشترى مطبعة كبيرة طبع فيها جملة كتب كنسية.
ولما أكمل سعيه المبارك تنيَّح بسلام في 23 طوبه سنة 1577 ش.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا كيرلس الرابع أبي الإصلاح الـ110 (23 طوبة)
في مثل هذا اليوم تنيَّح الأب العظيم الأنبا كيرلس الرابع بابا الإسكندرية العاشر بعد المائة. وقد ولد هذا الأب ببلدة الصوامعة الشرقية من أعمال جرجا من أبوين تقيين حوالي سنة 1816 م.، وأسمياه داود باسم جد أبيه، واعتني والده بتربيته وتعليمه. وفي الثانية والعشرين من عمره قصد دير القديس أنطونيوس لزهده في أباطيل الحياة. وهناك سلك طريق الفضيلة والنسك، مما جعل القس أثناسيوس القلوصني، رئيس الدير وقتئذ أن يلبسه ثوب الرهبنة، فدأب منذ ذلك الحين علي الدرس والمطالعة. وبعد سنتين من ترهبه تنيَّح رئيس الدير، فأجمع الرهبان علي اختيار هذا الأب رئيسا، فرسمه الأنبا بطرس الجاولي البابا المئة والتاسع قسًا وعينه رئيسًا علي الدير، فاهتم بشئون الدير والرهبان أبلغ اهتمام. وكان حاد الذكاء وعلي قسط وافر من الإلمام بالمسائل الدينية، ولذلك فإنه لما نشب خلاف بين الأحباش في بعض الأمور العقائدية، استدعاه الأب البطريرك الأنبا بطرس الجاولي، وكلفه بالذهاب إلى البلاد الحبشية لفض هذا النزاع. فقام بمهمته خير قيام. وعاد الأب داود من الحبشة في يوم السبت 13 يوليه من سنة 1853 م. وكان قد تنيَّح البابا بطرس الجاولي في 15 أبريل سنة 1852 م. وعند الشروع في اختيار خلف له، اختلفت أراء الشعب، فالبعض اختار الأب داود، والبعض اختار غيره. ثم استقر الرأي علي رسامته مطرانًا عامًا سنة 1853 م. واستمر سنة وشهرين، أظهر خلالها من حسن التصرف، ما جعله أهلا لأن يقام بطريركًا، فتمت رسامته في 28 بشنس سنة 1571 ش. ( 1854 م.). وقد أفرغ قصارى جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم. فقد أنشأ المدرسة القبطية الكبرى بالبطريركية، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدد في تعليم اللغة القبطية فيهما، كما اشتري مطبعة كبيرة طبع فيها عدة كتب كنسية. وعموما فإن إليه يرجع الفضل في تقدم الأقباط، وقد هدم كنيسة البطريركية القديمة وشيد غيرها، ولكنه لم يتمكن من إتمامها لتغيبه في البلاد الحبشية للمرة الثانية. وكان هذا الحبر العظيم عالما شديد الاعتصام بقوانين الكنيسة، وكان محسنا ذا عناية شديدة بذوي الحاجة ومحبوبا من رعيته، وتنيَّح في 23 طوبة سنة 1577ش (1861 م.).
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
معلومات إضافية
ولد في عام 1532 ش. / 1816 م. بقرية نجح أبو رزقالي من الصوامعة سفلاق (الصوامعة الشرقية) أخميم، مديرية جرجا (محافظة سوهاج الآن) وكان اسمه داود بن توماس بن بشوت بن داود، وكان أبوه أميا لا يعرف القراءة والكتابة، إلا أنه اعتنى كثيرًا بتعليم ابنه حتى صار مُلِمًّا بالقراءة باللغتين العربية والقبطية وشيء من الحساب، ولما كبر اشتغل داود مع أبيه بالزراعة، وفي هذه الأثناء اختلط بالعربان المجاورين لقريته، فتعلم منهم الفروسية وركوب الخيل والهجن (الجمال).
ومنذ نشأته لم يعبأ بمهام هذه الحياة كأن العناية كانت تجهزه لعمل أشرف ولغاية أعظم بل كان عفوفًا تقيًا وَرِعًا محبًا للفقراء، وكان يميل إلى العزلة والتفكُّر في سير القديسين.
ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره أحب الرهبنة وعزم على الرحيل من وطنه فمنعه أبواه، ولكنه أصر على الرحيل وانتهز الفرصة وودع أصحابه وهرب سنة 1554 ش. إلى دير القديس انطونيوس في الوشن حيث توجه إلى عزبة الدير، وقابل هناك القمص أثناسيوس القوضي رئيس الدير وعرض عليه نيته أن يكون راهبا، فظل فترة تحت الاختبار، ولما نجح في هذا الاختبار انضم إلى رهبان دير الأنبا أنطونيوس بجبل العربة بالصحراء الشرقية.
وقد أظهر محبة كبيرة للرهبان والذكاء والورع والميل لدراسة الكتاب المقدس، وكان يجمع أخوته الرهبان ويقرأ عليهم الكتاب المقدس ويشرحه لهم ويحببهم في دراسته، فسر منه رئيس الدير، ولما ذاع صيته بين الرهبان ووصل إلى آذان البطريرك البابا بطرس السابع، استدعاه إليه، ولما حضر بين يديه رأى فيه ما أكد له نبوغه وعبقريته فباركه ودعا له بالتوفيق وكان ذلك في حضور الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية، ورسمه قسًا.
وبعد أن قضى الراهب داود سنتين في دير الأنبا انطونيوس تنيَّح القمص أثناسيوس القلوض رئيس الدير عام 1840، وعلى الرغم من حداثة عهد داود بالرهبنة، إلا أن الرهبان اجمعوا على تزكية رئيسًا للدير، ورفعوا الأمر إلى البابا بطرس فوافق على ذلك، ومنذ ذلك الحين بدأ يتألق بنور مواهبه، فوضع نظامًا للدير حرم به على الرهبان مغادرته إلا لضرورة قاطعة وأخذ في إصلاح أحواله الأدبية والمادية والروحية، وفي نفس الوقت وسع من ثقافته هو بالقراءة والدراسة والإطلاع.
اهتم القس داود بدراسة اللغة العربية نحوًا وحرفًا، فاكتسب منها ما ضبط ألفاظه، كما عني بتعليم الرهبان، فخصص من العزبة بناحية بوش مديرية بنى سويف، التي كانت مقرا للدير مكانا جمع فيه كثيرًا من الكتب بالإضافة إلى ما كان موجودًا، ودبَّر حلقات للدرس والمناقشة في الموضوعات الدينية والأدبية والتاريخية على السواء، كما افتتح كتابا في بوش لتعليم الأولاد اللغتين العربية والقبطية.