10- يقول الملاكان أيضًا في نفس المخطوطة: "ومن بعد السجدة الثانية، يخرج من الرب الإله أن تنحدر النفس إلى الجحيم وتشاهد أصناف العذاب، والظلمة التي فيها أنفس الخطاة المسجونة هناك، وما هم فيه من الحزن والنوح والتنهد والبكاء الشديد في موضع الندامة. وفي هذا المكان تدور النفس ثلاثين يومًا في فزع ورعدة، خائفة من أن يُقضى عليها بحكم القاضي العادل إلى مثل ذلك الموضع الرهيب".
وهنا نرى الحزن والفزع مرّة أخرى.
فهل هذا الكلام الذي قاله الملاكان (في المخطوطة) ينطبق على النفوس البارة أم النفوس الخاطئة؟ إن كان على النفوس البارة، فما ذنبها أن ترى الجحيم وتفزع من عذاباته؟! وإن كان الكلام عن النفوس الخاطئة، فما استحقاقها في الأيام الستة الأولى أن ترى مواضع الأبرار في الفردوس؟! (فالملاكان) في هذه المخطوطة لم يفرقا بين نوعية النفوس في تلك الأيام المذكورة!!
11- كما أن كلام (الملاكين) هنا عن (الجحيم) يُشْعِر السامع أو القارئ بأن الدينونة قد تمت، بينما أن الدينونة لا تكون إلا بعد القيامة واتحاد الأرواح بأجسادها. فكيف يتحدثان عن "أصناف العذاب والظلمة"؟!
12- ما لزوم كل تلك المدد؟ اليومان الأولان، النفس تذهب حيث تشاء. وستة أيام ترى فيها مواضع الأبرار في الفردوس. وثلاثون يوما ترى مواضع الجحيم والظُلمة!!
إن الله يستطيع في لحظات أو في ساعات أن يُري النفس مواضع النعيم أو الجحيم، ولا حاجة إلى تلك الأيام الطويلة!
13- وهل اللص اليمين، الذي قال له الرب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) انطبقت عليه قاعدة هذه الرحلة الأربعينية المزعومة، بينما ذهب إلى الفردوس فور موته مباشرة؟!
وهل حدث هذا للأبرار أمثال بولس الرسول الذي قال: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا" (في 1: 23)؟!
أم هذه الرحلة الأربعينية لأنواع أخرى من الناس؟!