عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 11 - 2021, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة الأربعينية!

6- تتحدث المخطوطة -على لسان الملاكين- عن حزن النفس بعد خروجها من الجسد. فيقولان أنها تكون مُتْعَبَة بالحزن والأسى على الخطايا التي صنعتها وهي في الجسد. فَيُعْلِمها الملاك أنه قدَّم عنها قربان وصلاة وصدقة في كنيسة الله (في اليوم الثالث) فتتعزى النفس، ويصير لها رجاء برحمة الله.

فكيف تكون النفس في تعب وحزن وأسى، إن كانت نفسا بارة أو على الأقل نفسًا تائبة، قد غفرت لها خطاياها بالتوبة؟ كما قال الكتاب في ذلك: طوبى للذي غُفِرَ إثمه وسُتِرَت خطيته. طوبى لإنسان لا يحسب له الرب خطية" (مز 32: 1، 2؛ رو 4: 7، 8). كيف تحزن تلك النفس وقد قال الرب عن التائبين: "لأني اصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد (إر 31: 34)، وقال الرسول عن الرب في المصالحة " غير حاسب لهم خطاياهم" (2 كو 5: 19). أما إن كانت نفسا غير تائبة وقد ماتت في خطاياها، فكيف يقول الملاكان عنها أنها "تتعزى"؟!

7- تقول المخطوطة -على لسان الملاكين- أن نفس الميت " تكون مع الملائكة أثناء اليومين، ويذهبون بها حيث تريد على الأرض.. سواء كانت "مُحِبَّة للجسد، أو نفسا صالحة مُحِبَّة للفضيلة"!! فهل النفس حرة تذهب حيث تشاء؟ والملائكة يصحبونها حيث تشاء؟

8- يقول الملاكان أيضًا -في تلك المخطوطة- أنه في اليوم الثالث "يأمر الرب المسيح.. أن تُرْفَع تلك النفس إلى السماء.. فتسجد أمام الله".

"وبعد ستة أيام يقدمونها أيضًا لتسجد لله في اليوم السابع".

"وفي تمام أربعين يوما يُصْعِدونها لتسجد لله أيضًا. وحينئذ يخرج الأمر بأن يذهب بها إلى الموضع الذي تستحقه"..

فما معنى السجود في كل تلك المرات؟ وما سببه وما فائدته؟

فأن كانت نفسا شريرة، ما قيمة سجودها هذا، بينما يقول السيد الرب: "الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 23، 24).

فهل النفوس الخاطئة تسجد لله أيضًا بالروح والحق؟ كلا طبعًا. إذن ما قيمة سجودها. وإن كان الله لا يقبل سجودها، فلماذا يُصعدونها لكي تسجد أمام؟ أهو سجود بالأمر؟ أهو سجود خوف؟ أهو سجود عبادة؟ أي نوع هو؟

وما معنى سجودها يوم الأربعين -كما يقولون- الذي "تذهب بعده النفس إلى الموضِع الذي تستحقه كأعمالها".. فإن كانت ستذهب إلى الجحيم بعد هذا السجود، فما قيمة هذا السجود إذن، وما منفعته؟!

أما النفس البارة فهي تسجد لله باستمرار، وليس في أيام محدودة!

9- يقول الملاكان في المخطوطة إن النفس بعد سجودها لله في اليوم الثالث "يرونها سائر المواضِع الفَرِحة التي للقديسين. وهذا جميعه تشاهده النفس في ستة أيام من حين خروجها من الجسد.. وتُسَبِّح الرب الإله الذي أنعَم عليها وأراها هذه المواضِع".

و"تنسى الحزن الذي كان لها من مفارقة الجسد، ويتجدد لها حزن آخر وندامة في ذاتها التي كانت منشغلة بأمور الدنيا حتى فاتتها مثل هذه المنازل الحسنة، وتخاف لئلا تنالها عقوبة بسبب خطاياها.. حينئذ تبدأ تكتئب وتلوم ذاتها على خطاياها.

"وبعد ستة أيام يقدمونها أيضًا لتسجد لا في اليوم السابع".

فما معنى هذا الحزن والكآبة ولوم النفس، في العالم الآخر، حتى بعد أن ترى مواضع القديسين، بينما نقول في أوشية الراقدين "في الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور قديسيك.."! وهل تبقى النفس متشككة حتى اليوم السابع؟!


  رد مع اقتباس