عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 11 - 2021, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة الأربعينية!

مثال ذلك ما يقولونه عن قداسات مشهورة وتوزيع القراءات فيها. بحيث يأتي بولس الرسول ويقرأ البولس! ويأتي يعقوب ويقرأ الكاثوليكون! ويأتي لوقا الرسول ويقرأ الإبركسيس! ويأتي داود النبي ويقرأ المزمور! ثم يأتي بطرس الرسول فيقرأ الإنجيل أو يلقي العظة! ثم يأتي المسيح ويتمدد عل المذبح!! فهل هذا كلام يمكن أن يصدقه عقل؟! مهما ورد في ميمر أو مخطوطة..

ومن أمثلة ذلك أيضًا ميمر عن القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، يذكر أنه حضر قداسا في السماء. واخذ تفاحة من ذهب، لما نزل سلَّمها لتلميذه ويصا!!

مَنْ يصدق أن السماء تُقام فيها قداسات! بينما القداسات "تعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا" كما يُقال في صلاة القداس الإلهي، والسماء لا يمكن أن تُقام فيها قداسات لمغفرة الخطايا. وبهذه المناسبة قال يوحنا الرائي عن أورشليم السمائية "ولم أرى فيها هيكلًا" (رؤ 21: 32). وبالمثل يُقال عن السماء حاليًا.

وما قيمة (تفاحة من ذهب) في السماء؟! لا التفاح ولا الذهب له استعمال هناك!!

نود أن نسجل في هذا المقال هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت تعليقنا على ما أسموه (الرحلة الأربعينية للروح بعد مفارقتها للجسد). لكي نثبت أن هذه الرحلة الوهمية لا تستند إطلاقًا على أي أساس عقيدي:

1- استندت على ميمر نسبه إلى تلميذ (أبو مقاره الإسكندراني). وما أكثر الخيالات التي تَرِد في أمثال هذه الميامر -كما شرحنا سابقًا- مما يدخلنا في موضوع الفلكلور وليس اللاهوت، مهما قيل عن وجود نسخ منها في بعض المكتبات.

2- ذكرت المخطوطة المذكورة أن القس مقاره تقابل في البرية مع ملاكين. ودار بينه وبينهما حوار طويل حول مصير الأرواح بعد خروجها من أجسادها، وقد نُشِر هذا الحوار في خمس صفحات!!

والمعروف أن الملائكة يأتون إلى البشر برسالات مختصرة جدا -كما في كل أسفار الكتاب المقدس- وتكون الرسالة في كلمات أو جمل قصيرة. ولا يدخلون في حوار خمس صفحات في 96 سطرا!! بأسلوب الحكايات..

3- بدأ الحوار بأن القديس وجد أمامه حيوانًا ميتا منتنا. فغطى انفه بعبائته من رائحة نتن الحيوان، ففعل الملاكان مثله!! فسألهما "هل تشمان نتن هذا العالم مثلنا؟" فقال له: "لا". ولكن حينما رأيناك فعلت ذلك، صنعنا مثلك حتى لا ندينك!!

فهل الملائكة يقلدون البشر في شيء يستحق الإدانة حتى لا يقعوا في الإدانة؟! ثم ماذا يستوجب الإدانة إذا غطَّى القديس أنفه من رائحة نتنة؟!

4- سألهما القديس في المخطوطة: كيف تنزعوا أنفس الناس من الأجساد المؤمنة وغير المؤمنة بالرب؟!

فمَنْ قال أن الملائكة تنزع أنفس الناس؟!

هذا يذكرنا البعض عن ملاك الموت (عزرائيل)!! بينما لا تُذْكَر في الكتاب المقدس إطلاقًا أية إشارة إلى ملاك بهذا الاسم ولا بهذه المهمة!

قيل عن الناس "تخرج أرواحهم". وقيل "تعود الروح إلى الله" (جا 12: 7). ولم يذكر أن الملائكة تنزع أرواح الناس! بل قيل عن لعازر المسكين أنه -بعد موته- حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. أما الغنى فمات وَدُفِن (لو 16: 22). ولم يذكر أن الملائكة نزعت روح أي منهما.

5- وَرَدَ أيضًا -على لسان الملاكين- عن النفس الخاطئة "إن نتن رائحة أعمالها تظهر وهي بعد في الجسد.. والرسل الذين يأخذونها غير رحومين". وقالا عن النفس الصالحة إن الرسل الذين يأخذونها أخيار رحومون"!!

فمَنْ هؤلاء الرسل: هل هم ملائكة أم شياطين؟ إن كانوا ملائكة، فلا يسمح وصفهم بأنهم غير رحومين! وان كانوا شياطين، فلا يجوز نسميهم رسلًا!! الله لا يمكن أن يرسل شياطين!!

ثم أن عبارة اخذ الروح بعد موتها شيء، ونَزْع الروح من أجسادها شيء آخر..
  رد مع اقتباس