عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 11 - 2021, 06:18 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

- البابا شنوده الثالث
الرحلة الأربعينية!

الأرواح:
الدين وعلماء الأرواح

الرحلة الأربعينية!
لقد حدث تطور في فِكْر المشتغلين بعلم الأرواح الذين يريدون تطبيعه في المجال الديني، دون إثبات من الكتاب.

المعروف أن روح الإنسان تصعد إلى الله بعد انفصالها من الجسد، كما ورد في سفر الجامعة عن الموت "يرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا 12: 7). وكما حدث مع اللص اليمين الذي قال له الرب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).
- إنَّ الروح تحوم خلال الأيام الثلاثة لوفاتها حول المكان الذي ماتت فيه، أو الأماكن التي تحبها إلى أن يأتي الأب الكاهن في اليوم الثالث فيخرجها من المكان بصلاة طاردة!! وقد ناقشنا هذا الموضوع.


إلا أنهم بعد كلامهم عن بقاء الروح إلى اليوم الثالث، بدأوا يتحدثون عن (رحلة أربعينية) للروح تذهب بعدها إلى مستقرها في مكان الانتظار!!

وذكروا تفاصيل كثيرة عمّا يحدث للروح خلال مدة الأربعين يومًا التالية انفصالها عن الجسد، فقالوا:

1- إنها تكون مع الملائكة خلال اليومين التاليين للوفاة. ويذهبون بها إلى حيث تريد على الأرض.. فإن كانت محبة للجسد، تذهب مرة إلى الموضع الذي فيه افترقت عن جسدها. ومرة تمضى إلى القبر الذي دُفِنَ فيه الجسد.. وتكون كمثل الطير الذي يطلب وكره. أمَّا النفس الصالحة فتذهب إلى المواضع التي اعتادت أن تعمل فيها الخير..


2- في اليوم الثالث يأمر السيد المسيح أن تُرْفَع النفس إلى السماء، فيقدمونها فتسجد أمام الله.


3- وبعد أن تسجد لله، يأمر أن يذهبوا بها ويروها سائر المواضع المفرحة للقديسين التي الذين في الفردوس. وهذا بعينيه تشاهده النفس في ستة أيام من حين خروجها من الجسد. فتتعجب من ذلك، وتنسى الحزن الذي كان لها من مفارقة الجسد.


5- ومن بعد السجدة الثانية يخرج الأمر من الرب الإله أن تنحدر النفس إلى الجحيم وتشاهد أصناف العذاب والظلمة التي فيها أنفس الخطاة المسجونة هناك.

وفي هذا المكان تدور النفس ثلاثين يومًا في فزع ورعدة خائفة من أن يُقْضَى عليها إلى مثل ذلك الموضِع الرهيب.


6- وفي تمام أربعين يومًا يُصْعِدونها لتسجد لله أيضًا. وحينئذ يخرج الأمر بأن يذهب بها إلى الموضع الذي تستحقه كأعمالها. وتثبت فيه إلى يوم البعْث وقيامة الأجساد.


كل هذه الأفكار التي حوَّلها المشتغلون بالأرواح -من رجال الدين- إلى عقيدة، اعتمدوا فيها على ميمر منسوب لشخص اسمه "أنبا مقارة" تلميذ القس الأنبا مقارة الإسكندراني, من إحدى المخطوطات.

لم يذكروا آية واحدة من الكتاب المقدس تثبت أو تشرح هذا البرنامج الزمني الذي تسلك فيه الروح حسب اعتقادهم خلال الأربعين يومًا بعد الوفاة.

ولم يذكروا أي اقتباس من أقوال الآباء القديسين مُعلّمي البيعة المعروفين يؤيد وجهة نظرهم.. ولم يذكروا الوضع اللاهوتي لكل ما ذكروه.
وهنا أحب أن اذكر حقيقة هامة وهي:

نحن لا نستطيع أن نعتمد على مثل هذه المخطوطات والميامر لإثبات عقيدة لاهوتية نقدمها للناس.

فما أكثر ما نُسِب إلى القديسين من أقوال لم يقولوها.

ويحتاج الأمر إلى تحقيق أمثال تلك المخطوطات ونسبتها إلى مَنْ انتسبت إليه من أسماء القديسين. وهذا ما لم يتم على الإطلاق.
رد مع اقتباس