إلقاء التبعة على الآخرين
حواء، تلقي التبعة على الحية فتقول "الحية أغرتني فأكلت"
. وآدم يلقى التبعة على حواء "المرأة أعطتني فأكلت"..
ولا يلقي أحد منهما بالتبعة على نفسه!
ولم يكن إلقاء التبعة على الآخرين عذراء مقبولًا: فآدم كان يستطيع
أن يرفض الأكل، ولا يسمع لحواء، بل كان يستطيع أن يوبخها
، بل أكثر من هذا كان يمكنه أن ينصحها ويمنعها قبل الوقوع في الخطية.
أما أن تقدم له من الثمرة فيأكل دون تفكير، دون امتناع
، ودون تذكر للوصية دون تذكر للعقوبة، فهذا أمر لا يقبله أحد.
وحواء بالمثل، كانت تستطيع أن ترفض إغراء الحية..
وحينما ألقى آدم بالتبعة على حواء، إنما وقع ضمنًا
في خطية أخرى، تخدش المحبة التي بينهما:
خطية ضد محبة القريب.
خطية ضد محبة القريب
كما كسر آدم محبته لله، كسر أيضًا محبته للقريب.
والقريب الوحيد هنا كان حواء. اتهمها أمام الله، وحملها تبعة سقوطه في الخطية.
وهكذا ألقى أول بذرة للخلافات الزوجية. ونشكر الله أن حواء
لم ترد على آدم، ولم تدخل معه في مناقشة، بل لزمت الصمت،
ومرَّت المشكلة من جهتها بسلام.
على أن اتهام آدم لحواء، كان يحمل خطية أخرى