النعمة عملت مع بولس الرسول:
بولس الرسول نجح في حياته أكثر من جميع الرسل. وقال هذا النجاح ليس بسببي أنا بل بسبب النعمة العاملة معي.
هذه النعمة العاملة معه، كانت نعمة الدعوة التي دعي إليها عندما اختاره الله رسول ورسول للأمم. والنعمة أيضًا هي التي حفظته من كل شر.
نعمة الله أعطته ما يتكلم به:
وأيضًا النعمة هي التي أعطته الكلمة التي كان ينطق بها، ولذلك طلب صلوات الناس وقال لهم "صلوا من أجلي لكي أعطى كلامًا عند افتتاح فمي": ونص الآية هو: "مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، وَلأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَارًا بِسِرِّ الإِنْجِيلِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6 : (- 19، وطبعًا يقصد أن يعطى كلامًا من النعمة، النعمة تعطيه كلامه عند افتتاح فمه. فيكون الكلام له تأثير.
نعمة الله حفظته:
والنعمة أيضًا حفظت بولس الرسول، هذه النعمة الحافظة هي التي يقول عنها المرتل لنا في المزمور: "الرب يحفظك الرب يحفظ نفسك الرب يحفظك من كل سوء الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلى الأبد": ونص الآية هو: " الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى. لاَ تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ. الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ" ( سفر المزامير 121 : 5 – 8).
أي نعمة الله تحفظ الإنسان. الإنسان بدون النعمة المعطاه من الله لا يستطيع أن يحفظ نفسه عندما خلق الله الإنسان أي عندما خلق .آدم وحواء، كانوا في حالة نقية وقوية. لكن بعد سقوطهم في الخطية، أصبحت حالة الإنسان ضعيفة وأصبح من الممكن أن يواجه مَنْ هم أقوى منه ويعتدون عليه.
لذلك أرسل الله النعمة لكي تحفظ الناس وهو يعلم أنهم في حالة ضعف.
وبالنسبة لبولس الرسول، أراد اليهود أكثر من مرة أن يقتلوه ولكن ربنا حفظه منهم. وظل طوال حياته محفوظ بالنعمة. ونحن نعلم أن النعمة الحافظة هذه، كانت مع كثيرين.