وكان رغم تواضعه يلجأ للشدة عند اللزوم:
وكان متواضعًا كما قلت لكم. فقد قال لهم: "أَنَا نَفْسِي بُولُسُ الَّذِي فِي الْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ) (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 10: 1) ومع ذلك جاء عليه وقت قال فيه: "ألزمتموني أن أغير صوتي" (أُغَيِّرَ صَوْتِي) (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 20) وقال لهم "أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 1).
وأيضًا جرأته في توبيخ بطرس الرسول؛ عندما وجد بطرس يأكل مع الأمم، وكل شيء يسير طبقًا لنتائج المجمع، ولكن أمام اليهود يستحي ولا يأكل! قال: "وبخته مواجهة لأنه كان ملوما"ً (قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا) (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 11)، فقال له: "إذا كنت وأنت يهودي تفعل كالأمم فلماذا تطلب من الأمم أن يتهودوا؟" (إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لاَ يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟!) (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 14). وإذا سألناه هل تقول هذا لأحد الذين أخذت منهم الموافقة على الرسولية؟ يرد ويقول: "هناك وقت للجد. في وقت الجد يمكن أن أقول هذا".
وأيضًا من تواضعه عدم قبوله التأله في لسترة؛ حيث كان هناك شخص مُقْعَد من بطن أمه لا يستطيع أن يتحرك، قال له بولس الرسول: قف وتشدد فقام الرجل وظل يقفز (قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِبًا!. فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي) (سفر أعمال الرسل 14: 10). فقال الناس عن بولس إنه إله. وبدأوا يذبحون له ذبائح!! فقال لهم لا أنا مجرد إنسان (نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ). فإنقلب الموقف حيث ضربوه وجرّوه!! (إما أن يكون إله أو يُضْرَب؟!) هذا لا يُعقَل! شخص يعرضوا عليه الألوهية ويرفض! هذا يدل على مدى إيمانه بالإله الواحد الذي لا يوجد أحد غيره.