عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 11 - 2021, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بولس الرسول لقداسه البابا

بولس الرسول يجمع بين الشدة والوداعة:
ومع ذلك نجد بولس الرسول أحيانًا شخص قوي يتكلم بسلطان. وبالنسبة لخاطئ كورنثوس كما ورد في الإصحاح الخامس من كورنثوس الأولى: قال لهم وأنا غائب عنكم أتكلم كأني حاضر (فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هذَا). "أأمر أن يسلم هذا الإنسان للشيطان لإهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب" (أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ) (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 3، 5). فنجد بولس الرسول يتكلم بشدة وبسُلطة.

وفي مرة أخرى ضرب بولس الرسول عليم الساحر الذي كان يسمونه باريشوع بالعمى فلم يبصر شيئًا وتم تسليمه لمن يقود خطواته.

وعلى الرغم من هذا كان شخصًا وديعًا جدًا كما حدث في مرات عديدة.

ففي سفر أعمال الرسل إصحاح عشرين "ومن ميليتس أرسل إلى أفسس وإستدعى شيوخ الكنيسة وقال لهم ثلاث سنين قضيتها بينكم لم أفتر أن أنذر بدموع كل أحد" (ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلًا وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ) (سفر أعمال الرسل 20: 31). ينذر بدموع؟! أين السلطان في هذا الموقف؟

وفي أحد المرات قال في رسالته "أنا بولس الذي في الحضر ذليل، وفي الغيبة متجاسر عليكم" (أَنَا نَفْسِي بُولُسُ الَّذِي فِي الْحَضْرَةِ ذَلِيلٌ بَيْنَكُمْ، وَأَمَّا فِي الْغَيْبَةِ فَمُتَجَاسِرٌ عَلَيْكُمْ) (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 10: 1)؛ أي وهو موجود معهم ذليل. هل بولس العظيم هذا يكون ذليل؟! وفي الغيبة متجاسر عليكم؟ من هذا نتعلم من بولس الرسول أن لكل شيء تحت السموات وقت: للوداعة والطيبة وقت، وللشدة وقت.

فبولس الرسول كان طيبًا جدًا. ولكن عند اللزوم يكون جبار بأس.

وسأعطيكم مثل آخر على ذلك.

والمثل الذي سأقوله من الأمثلة القليلة في الكتاب المقدس التي يدافع فيها بولس الرسول عن حقه.

وأنا أقول هذا المثل لمن يسألني:

هل من الممكن أن أقيم دعوى أمام المحكمة للمطالبة بحقي؟ أم يعتبر هذا خطيئة؟
فأرد عليه قائلًا: لا يا حبيبي، ارفع دعوى وأحصل على حقك.

ففي أحد المرات أخذوا بولس الرسول وربطوه وكانوا سيجلدونه، وكان هذا بأمر الوالي الروماني، فقال لهم بولس الرسول: أيجوز لكم أن تجلدوا رجلًا رومانيًا غير مقضي عليه؟ "أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟" (سفر أعمال الرسل 22: 25) (أي لم يُصْدَر حكم قضائي عليه). فذهبوا سريعًا للأمير فسأل بولس: هل أنت روماني؟ (قُلْ لِي: أَنْتَ رُومَانِيٌّ؟) فرد عليه بولس بالإيجاب. فقال الأمير: أما أنا فأخذت هذه الجنسية بأموال كثيرة. وأنت كيف أخذتها؟ فرد عليه بولس: أنا ولدت فيها (فَأَجَابَ الأَمِيرُ: «أَمَّا أَنَا فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ اقْتَنَيْتُ هذِهِ الرَّعَوِيَّةَ». فَقَالَ بُولُسُ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا»). أي وُلِدَ في بلد روماني فأخذ الجنسية الرومانية. فأمر بفكه سريعًا والاعتذار له.

ومرة أخرى في أفسس قبضوا عليه وألقوه في السجن، وعندما علموا أنه رجلًا رومانيًا أرادوا إخراجه من السجن فقال لهم: "تضربون وتسجنون علنًا وتريدون إطلاق سراحي في السر؟ لا بل يجب أن تعتذروا لي هنا (ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا) (سفر أعمال الرسل 16: 37). فجاءوا إليه واعتذروا وتضرعوا إليه لأنه لو قدم شكواه للحاكم الروماني سيضارون. فكان يتكلم عن حقه ويُطاِلب به.

وفي أحد المرات أراد الحاكم أن يسلمه لليهود ليتخلصوا منه. واليهود كانوا ينتظرون هذه الفرصة. فعندما قال الحاكم ذلك، نظر إليه بولس وقال له: "أمام كرسي ولاية قيصر أنا واقف، إلى قيصر رفعت دعواي." (أَنَا وَاقِفٌ لَدَى كُرْسِيِّ وِلاَيَةِ قَيْصَرَ.. إِلَى قَيْصَرَ أَنَا رَافِعٌ دَعْوَايَ!) (سفر أعمال الرسل 25: 10، 11)؛ أي: هل تُسَلِّمني لهؤلاء؟! لا بل ولايتك هذه ولاية قيصر، وإلى قيصر أنا رافع دعواي. فقالوا له: "إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ. إِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ". وأعدوا العدة لسفره مع حراس. كان يريد أن يذهب إلى روما للتبشير فطلب أن يحاكم أمام قيصر روما. كان بولس الرسول رجلًا يدافع عن حقوقه ولا يرى في هذا أي شيء ضد الروحانية.

  رد مع اقتباس