وللقديس أنطونيوس تعاليم كثيرة ضمنها بستان الرهبان:
خاصة بنصائحه إلى أبنائه الرهبان، في النسك والروحيات..
وله سيرته وحياته المقدسة التي كان يتغذى بها الناس.
وتعاليمه كانت إما في كلمات قليلة يرد بها.. أو في عظات طويلة كما في رسالته، وفي سيرته:
وله في كتاب سيرته التي وضعها القديس أثناسيوس، عظة طويلة قالها عن ضعف الشياطين، وأنه ليست لهم القدرة الخيالية التي يخشاها الناس لذلك لا داعي أبدًا لأن يخافهم الناس ويرتعبوا منهم.. إنها عظة طويلة..
وكلمات الأنبا أنطونيوس كان لها تأثيرها، ليس في الأشخاص العاديين فقط إنما أيضا في شيوخ الرهبنة وقادتها ومرشديها.كانوا جميعا يعرفون أنه يتكلم بالروح القدس.
ولم تكن كلماته فقط نافعة للتعليم، أو سيرة حياته فقط نافعة للتعليم، وإنما حتى مجرد ملامح وجهه..
زاره مرة ثلاثة من الرهبان، أخذ اثنان منهم يسألانه عن بعض أمور. أما الثالث فبقى صامتا. فسأله الأنبا أنطونيوس، لماذا لا يطلب شيئا مثل زميليه؟ فأجاب: يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبى
وقد قال القديس أثناسيوس عن الأنبا أنطونيوس: [من الناس كان مضطرب القلب أو مر النفس، ويرى وجه الأنبا أنطونيوس، إلا ويمتلئ بالسلام..]
لعله كان أيضًا من مصادر السلام بالنسبة إلى الأنبا أثناسيوس نفسه في وسط ضيقاته الكثيرة.
وكان الأنبا أنطونيوس يحب الإفراز، آي الحكمة والتمييز والمعرفة:
ففي إحدى المرات سأله أولاده عن الفضيلة العظمى في الرهبنة. فقال لهم: إنها الإفراز، لأن كثيرين صاموا، وأضروا أنفسهم بصومهم. وكثيرين صلوا وفشلوا في صلواتهم، بسبب عدم الإفراز. وله عظة عن الإفراز في بستان الرهبان.
ذلك لأن الشخص الذي يقتنى الإفراز والتمييز، يستطيع أن يميز بين النافع والضار اللائق وغير اللائق. لذلك أهتم الأنبا أنطونيوس بفضيلة الإفراز. وهو أيضا كانت له هذه الفضيلة.
ولم يكن يفرح بالآراء بقدر ما كان يفرح بالعمل الروحي الفاضل، وبخاصة الباطني منه.
في إحدى المرات زاره بعض الرهبان، وسألهم في تفسير رأيهم آية معينة، فأبدى كل منهم وجهة نظره. وكان الأنبا يوسف معهم فبقى صامتا. فسأله القديس الأنبا أنطونيوس عن رأيه في تفسير الآية، فأجاب: صدقني يا أبي أني لا أعرف.
وهنا قال له الأنبا أنطونيوس: [طوباك يا أنبا يوسف، لأنك عرفت الطريق إلى كلمة لا أعرف].