عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 11 - 2021, 10:47 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: - يريد الجميع يخلصون


وفي مثال الدرهم المفقود، نرى نفس الوضع، وبأسلوب أعمق:

الدرهم لا يملك حياة، ولا عقلًا ولا فكرًا ولا إرادة.. ولا يدري إلى أين هو قد تدحرج، وأين استقر به الأمر. وأيضًا لا يعرف كيف يرجع إلى كيس صاحبه أو جيبه..

وقد كان الدرهم المفقود رمزًا إلى كثيرين من نوعه..

كان رمزًا لكثيرين ممن لا حياة لهم ولا إرادة.. وكان رمزًا أيضًا للضآلة.. فلو أن الأرملة كانت فقدت مائه جنيهًا ذهبًا، لكان من المعقول أن تبحث عنها وتفتش أما مجرد درهم واحد ينال منها كل ذلك الاهتمام، فهو أمر يدعو إلى التأمل، ويضع أمامنا عمقًا في الرجاء وهو:

إن الله يبحث عن خلاصك، مهما بدا قدرك ضئيلًا!

لقد ضرب الله لنا مثل الدرهم لنعرف قيمة النفس عنده.

لأنه قد يسأل بعضهم ما قيمة هذا الدرهم الضئيل، حتى يصير هذا البحث الجاد عنه، وهذا الفرح وهذه الوليمة عند العثور عليه؟! إن كل هذا رمز لاهتمام الرب بالنفس الواحدة، مهما كانت تبدو ضئيلة الشأن. ويعبر المثل عن سعي الله لخلاصنا حتى لو لم نسع نحن، وفرحة بخلاصنا وفرح الملائكة أيضًا.

ألست أنت عند الله أفضل من درهم واحد مفقود؟!


ثِق أن نفسك ثمينة في نظرة الله إليها، مهما كانت تبدو ضئيلة في نظر الناس، أو في نظرك أنت.. مثل المرأة السامرية التي سعي الرب لخلاصها، وهي محتقرة في نظر الناس.. ومثل زكا العشار الذي ذهب الرب إلى بيته، وهو في نظر الكل رجل خاطئ لا يستحق (لو 19: 7).


حقًا أن الرب يسعى لخلاصنا، ويفرح بذلك جدًا..

كما أخذ الخروف الضال، "وحمله على منكبيه فرحًا" (لو 15: 5)، وكما قال إنه "يكون فرح في السماء بخاطئ وحد يتوب" (لو 15: 7)، وكما فرح برجوع الابن الضال، وذبح له العجل المسمن، وكما فرح بالعثور على الدرهم المفقود (لو 15: 23، 9). إنه يسعى لخلاصنا أكثر مما نفتش نحن عن أبديتنا. وما أجمل ما قاله الرسول عنه إنه:

"يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4).

وقيل عنه أيضًا إنه لا يشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا (حز 18: 23). ونقول عنه في آخر كل صلاة من صلوات الأجبية: "الداعي الكل إلى الخلاص من أجل الموعد بالخيرات المنتظرة"..


إن عمل الله ليس فقط أن يفرح بتسبيح السارافيم، أو بنقاوة الملائكة، أو بكرازة الرعاة، أو بجهاد القديسين، إنما هو يفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون إلى توبة (لو 15: 7).
  رد مع اقتباس