عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 10 - 2021, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لماذا أعطاني الله طفلًا مُعاقًا؟!

- حقيقة ثانية مهمة:
بعد أن عرفنا الحقيقة الأولى، أننا كلنا معاقون بأي صورة وبأي درجة، فإنه يجب أن نعرف الحقيقة الثانية بالنسبة للأطفال، وهم غالبًا لا ذنب لهم، حتى لو كانت الإعاقة نتيجة سوء تصرف منهم في طفولتهم، فهم لا يدركون ما يفعلون، ولا يقدرون المسئولية.. كما يقول معلمنا بولس الرسول "لما كنت طفلًا كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن، وكطفل كنت أفتكر. ولكن لما صرت رجلًا أبطلت ما للطفل" (1كو11:3).

وهذا أيضًا يجعلنا نشفق عليهم ونعطيهم الحب والاهتمام، لأنه كما يقول معلمنا الصالح: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى"..

ويجب علينا أن نقبلهم كما هم، ونتذكر أنه ممكن لأي شخص منا أن يكون هكذا في أي لحظة.

حقيقة ثالثة:
نحن نؤمن أن الله صانع الخيرات، وكنيستنا المقدسة تعلمنا أن نبدأ صلواتنا اليومية في كل ساعة، وفي كل الصلوات الكنسية والطقسية.. حتى في حالات المرض والانتقال (الوفاة) بصلاة الشكر: "فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله..". ونحن كثيرًا ما نرى بنعمة ربنا أمهات شاكرات وأشخاص مرضى شاكرين بالرغم من شدة إعاقتهم وأمراضهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أذكر مثلًا واحدًا رأيته بنفسي: زرت عائلة فيها أربعة أولاد معاقين، كل منهم حينما يصل إلى سن الثالثة عشر تتيبس يداه ورجلاه، فرأيت الأربعة شبان في حجرة واحدة لا تتحرك أيديهم أو أرجلهم.. والعجيب والذي لا أنساه وأشكر الله عليه، أن الأم كانت شاكرة مبتسمة، لم تخرج من فمها كلمة تذمر واحدة، بالرغم من خدمتهم الصعبة، بل كانت تتمتع بسلام كامل.. وتوجد حالات أخرى غير تلك الأسرة شاكرة لله.

وهنا نستطيع أن نقول أن الشكر فضيلة، البعض ينجح في اقتنائها، والبعض الآخر لم يقتنها، أو بمعنى أصح: "معوقًا في حياة الشكر"، من أجل هذا هو يتذمر، ولا يحتمل ويشكو، ويسأل الله هذا السؤال: لماذا أعطاني الله ابنًا معاقًا؟!

- حقيقة رابعة:
إن احتمال المريض والمعوق وخدمته بركة لنا، ويجب علينا أن نشكر الله، من أجل إنسان واحد مريض في البيت، كما ذكرنا عن العائلات التي لديها أكثر من شخص معوق، ونحن نشكر الله لأنه يوجد بالمنزل مَنْ يستطيع أن يخدم هؤلاء المعاقين.. الأم تشكر الله وتقول له "أشكرك يا رب لأنك جعلتني أستطيع أن أخدم ابني، لأنني لو كنت أنا المعوقة كيف يتصرف أولادي الصغار؟". وإذا كان السيد المسيح يقول للذين عن يمينه: "تعالوا يا مباركي أبي، رِثوا الملكوت المُعَد لكم منذ تأسيس العالم.. لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسيقتموني.. مريضًا فزرتموني.. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعًا ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟! فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغِر فبي فعلتم" (متى34:25-40).

فإذا كان مجرد زيارة المريض -وخدمته طبعًا- توصل إلى الملكوت، فهذا يشجعنا كلنا أن نهتم ونخدم هؤلاء المعوقين، ونأخذ بركتهم بفرح، لأن بسببهم نأخذ ملكوت السموات حسب وعد مخلصنا الصالح.

لا تقولي أيتها الأم المباركة إلى متى أحتمل هذا؟! أقول لك كلما ازداد تعبك ازداد أجرك السمائي.. وكلما تضاعفت البركة والنعمة من قبل ربنا يسوع المسيح، وكما يقول الرسول "فيما هو تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين"، وكما قال السيد المسيح: "ومن يصبر إلى المنتهى فهذا يخلُص".

أقول: أشكرك يا رب، لأني عن طريق هؤلاء أقتني فضائل وبركات كثيرة، كالاحتمال ومحبة التعب وخدمة الآخرين، والمحبة العملية وحياة الشكر، واقتناء السلام..\


  رد مع اقتباس