عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 10 - 2021, 12:43 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أهمية الكتاب المقدس

عمل الكتاب المقدس فيك


إن استجبت لكتاب الله وتركت كلمته تعمل فيك، فماذا تراه سيكون عمل الكلمة الإلهية فيك؟ إن النتائج كثيرة بلا شك، فنحاول أن نتتبعها..

1- إنها تجمع العقل من الطياشة وتشغله بالإلهيات
لو تركت فكرك على سجيته، فلست تدرى في أي موضوع يطيش. ولكن القراءة عمومًا تجمع العقل من تشتته، وتركزه في موضوع القراءة. أما قراءة الكتاب بالذات، فإنها تهدى الفكر إلى ميناء سليم. والخشوع في القراءة يعطي تركيزًا أكثر بسبب توقيرك لكلمة الله. ويكون لهذا التركيز تأثيره الروحي.


2- قراءة الكتاب تمنحك فهمًا واستنارة ومعرفة..
لذلك يقول المرتل في المزمور "سراجٌ لرجلي كلامك ونورًا لسبيلي" (مز 119: 105). ويقول أيضًا "وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد" (مز 19). لهذا نحن نوقد الشموع ونحملها أثناء قراءة الإنجيل، متذكرين هذه الاستنارة. أما عن الفهم فيقول المرتل: "شهادات الرب صادقة، تصير الجاهل حكيمًا " بل يقول أيضًا " أكثر من جميع الذين يعلمونني فهمت، لأن شهاداتك هي درسي. أكثر من الشيوخ فهمت، لأني طلبت وصاياك" (مز 119: 99). بهذا الفهم يتعلم الإنسان طرق الرب، يعرف كيف يسلك، ويقتنى موهبة الإفراز والحكمة. وبخاصة لو اهتم بمعرفة كيف كان قديسو الكتاب يسلكون، وكيف كانوا يتعاملون مع الله ومع الناس. وأخذ من تصرفاتهم أمثولة لحياته يقتدي بها (عب 13: 7).

3- بل قراءة الكتاب ترشده أيضًا إلى العقيدة السليمة.
وذلك إذا قرأ بفهم وتحت إرشاد. وكل عقيدة حفظ لها آية أو بضع آيات. وصارت آيات الكتاب تحفظه من البدع والهرطقات ومن كل تعليم خاطئ. وهذا ما كان يفعله آباء الكنيسة الكبار أبطال الإيمان. إذ كانوا يقاومون البدع عن طريق فهمهم للكتاب ومحصول الحفظ العجيب لآياته في أذهانهم.



4- الكتاب أيضًا يرشد قارئه إلى حياة التوبة إلى النمو الروحي.
فى ضوء وصاياه، يمكن أن يصل إلى محاسبة النفس بطريقة سليمة، فيكتشف ضعفاته وخطاياه. ويعرف أن المطلوب منه ليس هو فقط التوبة عن الخطية، بل بالأكثر حياة القداسة والكمال حسب قول الرسول " نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط 1: 15، 16) (لا 11: 44). ويقول الرب أيضًا " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

ويشرح الكتاب بالتفصيل حياة التوبة والقداسة والكمال، ويقدم لها مثلًا. ومن الناحية العكسية يقول: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29).

5- وقراءة الكتاب تمنح العقل والإرادة لونًا من الاستحياء، إذا تعرض الإنسان لإغراء الخطية. إذ كيف أن فكره الذي تقدس بكلام الله وبالجو الروحي أثناء قراءته، يعود ويتدنس بفكر الخطية.

6- وفي محاربات الشيطان، يستطيع الإنسان أن يرد على الخطية بالوصية.
وذلك حسبما شرح القديس مارأوغريس في كتابه عن حروب الأفكار.. فإذا ضاع وقتك في الثرثرة والكلام الكثير، تذكر قول الكتاب "إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم 10: 19). وقول المرتل "ضع يا رب حافظًا لفمي وبابًا حصينًا لشفتي".

وإذا حوربت بالغضب تذكر قول الرسول "ليكن كل إنسانًا مسرعًا إلى الاستماع. مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 19، 20) وأيضًا قول الكتاب " لا تصطحب غضوبًا، ومع صاحب سخط لا تجئ" (أم 22: 24).

وإذا حوربت بالنظر الشهواني، تذكر قول الرب "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (مت 5: 28). وتذكر أيضًا قول أيوب الصديق "عهدًا قطعت لعيني، فكيف أتطلع في العذراء" (أى 31: 1).

وهكذا كانت آيات الكتاب ثابتة في ذهنك وفي قلبك، تستطيع أن تسترجعها، وترد بها على كل حرب روحية يحاربك بها العدو.. مجرد تذكر الوصية يخجلك، ويرد قلبك عن ارتكاب الخطية. وغالبًا الشخص الذي يخطئ، يكون وقتذاك في حالة نسيان لوصايا الله. محبة الخطية قد خدرته.

..
  رد مع اقتباس