11- حياة التقوى وخوف الله:
الله لا يقبل صلاة إنسان مستهتر بأمر خلاصه وغير مهتم بحياته الأبدية المقبلة. الله "لا يُسَرّ بقوة الخيل ولا يرضى بساقي الرجل" (أي الرجل المتشدد والمفتخر بقوته).
يسر الرب بأتقيائه بالراجين رحمته (مز 147: 11،10) الرسول يعلمنا صراحة أن الله الآب قبل صلاة الرب يسوع في بستان جثسيماني من أجل تقواه، يقول "قدم بصراخ ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه (عب 7:5)" فكم بالأحري نحن العبيد الخطاة نكون محتاجين إلى حياة التقوى لئلا تُعاق صلواتنا عن الوصول إلى الله. سبقنا المرتل داود النبي إلى طلب حياة التقوى فقال متضرعًا للرب "سَمَّر خوفك في لحمي" (مز 120:119) كما قال "رأس الحكمة مخافة الرب والفهم نافع لكل من يعمل به" (مز 10:111) ينصحنا الرسول المبارك قائلًا " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة (في 12:2)".
12- اللجاجة في الصلاة:
اللجاجة شرط مهم من شروط الصلاة المستجابة فالصلاة في أسمَى معانيها هي صراع مع الله. الله قد لا يعطينا من أول مرة نسأله فيها، حتى يختبر أمانتنا فيه ولجاجتنا في الصلاة والطلبة وكثرة التردد والمثول في حضرته المباركة هو كأب حنون يكون قد أحضر طلب ابنه ولكنه لا يعطيه له من أول مرة يسأله فيها حتى يختبر محبته فيه ويظهر احتياجه للشيء بكلمات طفولية صادقة ومناجاة لطيفة تُسِرّ قلب أبيه وتفرحه، يرتمي في حضن أبيه طالبًا سرعة قضاء طلبه حينئذ يعطيه له فَرٍحًا.
الرب أمرنا باللجاجة في الصلاة بمثلين ضربهما، هما مثل الأرملة وقاضي الظلم، ثم مثل صديق نصف الليل. يقول الرب معلقًا على المثل الثاني "أقول وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقًا فأنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج" (لو 8:11) ثم يحثنا الرب على اقتفاء أثر ذلك الصديق في لجاجته عندما نطلب من الرب طلبًا "وانا أقول لكم اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتحَ لكم" (لو 9:11).
وهنا نلاحظ مبدأ التدرج في الطلب، أولًا نسأل الرب بدالة البنين، فإذا لم يعطنا فلنشدد الطلب ونواظب عليه بدالة وحب وبدون تذمر.
وإن لم يفلح الطلب فنقرع على باب مراحمه قرعًا شديدًا وذلك بصلاة قوية من عمق القلب ودموع وتنهد إن أمكن ثم بتواتر الصلوات وعدم الكف عن الطلب. نفعل ذلك وكلنا أمل في وعد الرب الصادق القائل.. لأنّ كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتَح له (لو 10:11) لأن الآب من السماء يعطى (حتى) الروح القدس (وهو أثمن وأغلى عطية) للذين يسألونه (لو 13:11).
وكان إسحق ابن أربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة (تك 20:25).
وصلى إسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرًا (تك 21:25).
وكان إسحق ابن ستين سنة حين ولدتهما (عيسو ويعقوب) (تك 26:25).
عشرون سنة كاملة استمر إسحق يصلي إلى الله أن يعطيه نسلًا وقد أطال الله أناته عليه هذه المدة الطويلة لكي يختبر أمانته.
ولكي نتعلم نحن أيضًا درسًا مفيدًا أن نصلي بلا ملل ولا ضجر ولا نيأس من نوال طلبنا وسيعطينا الشيء المناسب في الوقت المناسب لأنه يعرف خيرنا ويهتم بمصلحتنا أكثر مما نهتم نحن. المهم أن نداوم الطلب بأيمان ورجاء وتضرع ولجاجة مع قلب نقي وثقة طفولية "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه" (عب 16:4).
13- إكرام الوالدين:
فالذي يغضب والديه ينال سخطهما فلا يستجيب له الرب في صلاته أما الذي يكرم والديه وينال رضاهما، فيقبل الرب صلواته.
يقول الحكيم "من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم" (سي 4:3) يقول أيضًا "من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له (سي 6:3)".
كذلك المتزوج الذي يحتقر زوجته أو يتعبها، تفقد الحياة العائلية بهجتها وجمالها وبالتالي تفقد الصلاة لذتها وروحانيتها. وينصح الرسول بطرس قائلًا "أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامةً كالوراثات أيضًا معكم نعمة الحياة. لكي لا تُعاق صلواتكم (1 بط 7:3)" وفي مقابل ذلك ينصح السيدات أن يطِعن رجالهن ونخضعن لهم "كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعيةً إياه سيدها (1 بط 6:3)".