5- المحبة:
المحبة لله وللناس، تعلمنا الوصية قائلة "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك (متى 22: 37-39)".
يقول الرسول "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن" (1 كو 1:13) أي إنّ صلواتي مهما كثرت وتعاظمت مثل صلوات الملائكة الروحانيين وكنت خاليًا من المحبة والبذل، فإن الله لا يقبلها بل تكون في أذنيه كصوت طنين النحاس أو رنين الصاج بلا روح ولا معنى وبالتالي لا يعطيها الرب آذانًا صاغيةً.
6- الرحمة:
يقول الحكيم "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضًا يصرخ ولا يستجاب" (أم 13:21) لأن الرحمة تفتخر على الحكم وليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة. يقول أحد القديسين: "إن كنت محتاجًا إلى الرحمة فسلَّف الرحمة قدامك". غير الرحومين يصرخون ولا مخلص إلى الرب فلا يستجيب لهم (مز 41:18).
أما الذي يكون رحيمًا ويرحم الملهوف ويغيث المستغيث "حينئذ يدعو فيجيب الرب يستغيث فيقول ها أنذا (أش 9:58).
7- الصوم:
إذا شبهنا الصلاة بنسر طائر، فالصوم والرحمة هما جناحاه اللذان يطير بهما. وبدونهما يشبه نسرًا مكسور الجناحين فلا يستطيع أن يطير بل يتخبط إلى أن يموت.
قال المرنم عن اقتران الرحمة بالصلاة "طوبى لمن يتعطف على المسكين، في يوم الضيق ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه يغتبط في الأرض ولا يسلمه إلى مرام مضايقيه" (مز 41: 2،1) وعن اقتران الصوم بالصلاة قال الرب "وأما هذا الجنس (الشيطان) لا يخرج إلا بالصلاة والصوم (مت 21:17)".
الصوم يهدئ حركات الجسد، ويحد من توقد الحواس وشهوتها، ويضع حدًا لثرثرة اللسان يمهد تمهيدًا هامًا للصلاة الروحانية فينطلق الروح من عبودية الجسد وحواسه لتتأمل في حقائق الأبدية وحياة ما بعد الموت.