في المزمور الأول
ومن الاهتمام بهذا الأمر. نجد في المزمور الأول يتكلم عن
الرجل البار ويقول وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا.
كلمات داود:
بل داود يقول أيضًا: "سبقت عيني وقت السحر (وقت الفجر) لأتلو في جميع أقوالك" (تَقَدَّمَتْ عَيْنَايَ الْهُزُعَ، لِكَيْ أَلْهَجَ بِأَقْوَالِكَ) (سفر المزامير 119: 148)؛ أي أن أول شيء يقوله في اليوم أنه يقرأ في كلام الله.
ويقول: "أعدائي قاموا عليّ، أما أنا فكنت أتلو في وصاياك لأن ناموسك هو درسي" (حِبَالُ الأَشْرَارِ الْتَفَّتْ عَلَيَّ. أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا) (سفر المزامير 119: 61).
ومن إعجابه بكلام الله يقول له: "لكل كمال رأيت منتهى أما وصاياك فواسعة جدًا" (لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا) (سفر المزامير 119: 96)، أي تزيد في جمالها عن أي جمال على الأرض.
ويقول: "أحببت وصاياك، كلماتك كانت كالعسل والشهد في فمي" (مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي) (سفر المزامير 119: 103). فهو ليس فقط يقول كلام الله، بل يجد لذة في كلام الله كالعسل والشهد في فمه.
ويقول عن كلمات الله: "أغلى من الجوهر ومن الذهب الكثير" (أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ) (سفر المزامير 19: 10).
الكنيسة تهتم بالكتاب المقدس أكبر اهتمام:
نحن نحب الله ونحب كلامه. ونحترم وصاياه. ونتلوها. ونتأمل فيها.
والكنيسة تهتم بالكتاب المقدس أكبر اهتمام. لدرجة ما تتلوه الكنيسة من قراءات:
ففي رفع بخور عشية تقول مزمور وإنجيل، وفي رفع بخور باكر تقول مزمور وإنجيل، وأثناء القداس تقول قطعة من البولس, وقطعة من الكاثوليكون، وقطعة من الإبركسيس، ومزمور وإنجيل.
أي تأخذ كل شيء، حتى تصل كلمة الكتاب المقدس للذين لا يقرأون الإنجيل في منزلهم، أو الذين تمنعهم ظروفهم الصحية أو خلافه من قراءة الإنجيل.. كذلك تكون العظة على الإنجيل أيضًا.
وكذلك التداريب الروحية التي نتدرب عليها تكون بناءًا على وصايا الإنجيل، وصية معينة يريد أن يدرب نفسه على تنفيذها. وهكذا في كل حياتنا الروحية.
في صلوات تدشين الكنيسة، قطع كثيرة جدًا جدًا من الإنجيل تقرأ حتى تتأسس الكنيسة على الإنجيل.
بل أكثر من ذلك، أننا عندما نحفر أساسات الكنيسة، نضع في الأساس نسخة من الإنجيل (مُغَلَّفة حتى لا يأكلها التراب).
في صلاة مسحة المرضى، 7 صلوات، في كل صلاة قطعة من الإنجيل.
حتى الصلاة على الموتى تتضمن المزامير وأيضًا الإنجيل، نتذكر فيها الموت وما بعد الموت والحياة الأخرى .....إلخ.
وزمان كان عندما يأتي ملك جديد للشعب كان لابد أن يسلموه نسخة من الشريعة لكي يعمل بها. ولكي يحكم بكلام الله وليس مخالفًا لأي نص فيه وإلا لا يكون ملك صالح.
وحاليًا عندما يرسم أي أسقف في الكنيسة. يوضع إنجيل على رأسه (رئيس الأساقفة يضع إنجيل على رأسه)، ويصلي عليه والإنجيل على رأسه، حتى يكون خاضِع للإنجيل، وخاضع لتعاليم الإنجيل، ورأسه هذه تَتَشَبَّع بكلام الإنجيل.