عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 10 - 2021, 01:40 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكسبوهم بالاتضاع


إن فرض الرأي لا يقنع أحدًا. وبالتالي لا يربح أحدًا. والذي يفرض رأيه في أمور الخدمة، ينفر الكل منه..

والخادم الذي يعيش في خدمته وفي تعاليمه مع زملائه أو مخدوميه، بأسلوب الأمر والنهي، وبأسلوب السلطة والإرادة، لا يمكن أن يربح العاملين معه. فإما أن ينفر الكل منه ويصل إلي الانفرادية في العمل، أو يتحول محيط الخدمة إلي مجال للصراعات التي تفقد الخدمة روحانيتها.

طريق الإقناع والتفاهم، قد يكون أطول بكثير من طريق السلطة أو القوة، ولأنه أكثر ثباتًا، وأعمق تأثيرًا.

وهو الأسلوب الروحي الذي يتسم بالوداعة والاتضاع، وهو أيضًا أسلوب حكيم، لأنه يؤدي إلي نتائج عملية سليمة..

حتى إن كنت علي حق بالتمام، وغيرك علي باطل بالتمام، أصبر واحتمل، حتى تقنع هذا الغير، ولا تظن انك بالعنف يمكن أن تتجاهله وتقضي علي رأيه في الخدمة.

الخادم الحكيم يربح الناس بالاحتمال، وبطول الأناة وسعة الصدر..

يحتمل في سبيل ربح الناس كل كلمة جارحة، وكل صد يحتمل رفض الناس له، ويحتمل جدلهم ومناقشاتهم.. بل يحتمل تهكمهم أيضًا عليه من أجل الرب، من أجل خلاص النفس لأنه إن لم يحتمل، قد يخسر مواقف، وقد تفشل خدمته..!

الخادم المتواضع يربح أقل الناس فهمًا، وأكثرهم عنادًا، وذلك بكياسته ولباقته، وعدم تعاليمه، وعدم توبيخه للناس، وحرصه علي مشاعر الكل..

أما الخادم الحكيم، أو غير المتواضع، أو الخادم الضيق الصدر، فإنه لثقته بذكائه أو بعلمه أو بمركزه، قد لا تعجبه أفكار وتصرفات الناس. فيكثر من توبيخهم حتى يخسرهم. وينتهر هذا، وينتقد ذاك، ويكلم ثالثًا بكلمة شديدة، أو ينصح بأسلوب جارح، أو بهزء وسخرية. ويعلق تعليقات قاسية علي طريقة تفكير غيره ومدي فهمه. هكذا يخسر الكل، لمقارنته في داخل قلبه بين ذكائه وضعف تفكيرهم..!

كثيرون لهم عقول كبيرة، وفي نفس الوقت لهم قلوب صغيرة ونفسيات أصغر..!

ولذلك يفشلون في الخدمة، لا بسبب العقل أو المعرفة، إنما بسبب القلب المحب لذاته، وبسبب النفس التي تضيق بسرعة، أو بسبب الأعصاب المتوترة. وفي كل ذلك لا تسعفهم عقولهم بحلول، لأن حالتهم النفسية لم تعط فرصة للعقل الكبير أن يتصرف. فقامت الأعصاب بقيادة الموقف.
  رد مع اقتباس