الآيات (4-9): "لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلًا. انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. اَلْعَدُوُّ تَمَّ خَرَابُهُ إِلَى الأَبَدِ. وَهَدَمْتَ مُدُنًا. بَادَ ذِكْرُهُ نَفْسُهُ. أَمَّا الرَّبُّ فَإِلَى الدَّهْرِ يَجْلِسُ. ثَبَّتَ لِلْقَضَاءِ كُرْسِيَّهُ، وَهُوَ يَقْضِي لِلْمَسْكُونَةِ بِالْعَدْلِ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ. وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ."
جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلًا = بعد صعود المسيح جلس عن يمين الآب والابن أُعطِيَتْ له الدينونة (يو22:5). وحين يأتي على السحاب سيدين الأحياء والأموات. بل هو يجلس أيضًا كملك في قلوب محبيه ويدين الخطية فيهم أي ينزعها من داخلهم إذ ملكوه عليهم فينزع الكرسي الذي إمتلكه إبليس في قلوبهم ويجلس هو عليه. انْتَهَرْتَ الأُمَمَ = بالنسبة لداود فالأمم هي الأمم الوثنية التي حاربته (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونفهم الأمم بالنسبة لنا أنها الخطايا والشرور، فحينما يملك المسيح ينتهر خطايانا ويبكتنا عليها فلا شركة للنور مع الظلمة. أَهْلَكْتَ الشريرَ = هذا يشير لإبليس أو أي شخص يتحرك بحسب أوامره. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الأبدِ = بعد الصليب لم يعد للشيطان قوة ولا سلطان لمن يتبع المسيح. هَدَمْتَ مُدُنهم = المدن عادة محصنة، وهكذا كان إبليس ولكن المسيح هدم كل قوته ومَنَعَتَه. فصار يسهل على كل المؤمنين هزيمته باسم المسيح وإشارة الصليب. وصار الله ملجأ لنا. مَلْجَأً للْمُنْسَحِقِ = كل متواضع يعرف ضعفه ويلجأ للمسيح يحتمي فيه، يغلب إبليس.