4 الإيمان الصحيح بشأن السيدة العذراء:
أ- إذا كانت أي أم بشرية هي أم لمولودها لكل من النفس والجسد مع أنها لم تلد نفسه التي خلقها الله..
* وإذا كنا نرفض القول بان أي أم ليست أما للجسد فقط بل هي أم للإنسان كله.. فلماذا لا ينطبق هذا الأمر على العذراء مريم!!!
ب- وما دمنا نؤمن أن السيد المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد الكلمة الذي تجسد وتأنس من أجل خلاصنا..
فلابد لنا من أن نؤمن أن أمه هي من غير شك أم الله التي ولدت لنا عمانوئيل أي الله معنا كما أعلن الملاك المبشر إتمامًا لسائر النبوات.
ج- هناك ضرورة لاهوتية تحتملها طبيعة التجسد الإلهي المجيد.. فإنه ما دامت العذراء مريم قد ولدت الإله المتجسد وجب أن تلقب بوالدة الإله.
د- ومن الحقائق الهامة التي غابت عن أذهان أولئك المبتدعين... أنه لا يمكن أن يتم خلاصنا إن لم يكن ناسوته متحدًا بلاهوته.
ه- ويؤكد القديس غريغوريوس النزينزي هذه الحقيقة الإيمانية بقوله:
"إذا لم يؤمن أحد بان مريم هي ثيؤتوكوس qeotokoc فهو غريب عن الله".
و- ولهذا يعلن الأب الكاهن في نهاية القداس بكل خشوع عند الاعتراف في الأمانة " أؤمن أن هذا هو الجسد المحيى الذي أخذه ربنا وإلهنا ومخلصنا.. من سيدتنا... والدة الإله".
سادسًا: موقف البابا كيرلس من نسطور وبدعته
1 في عيد الفصح عام 428 م. كتب في رسالته الفصيحة ما يفند هذه البدعة وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان ولم يكتف بذلك بل أعلن في عظته ليلة العيد على الملأ فساد بدعة نسطور وقال:
"إن مريم لم تلد إنسانًا عاديًا بل ابن الله المتجسد لذلك هي حقًا أم الرب وأم الله".
2 ونظرًا لأن البابا كيرلس كان حكيمًا في جميع تصرفاته وأحكامه فإنه قام بملاطفة نسطور أولًا لعله يرجع عن خطأه وفساد معتقده فأرسل إليه كثير من الرسائل مملوءة بكل حكمة وتعزية وملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية والكثيرة التي تظهر فساد هذه الهرطقة لعلة يقتنع ويرجع عن ضلاله.
3 عقد مجمع مكاني في الإسكندرية قرر الأتي:
أ إدانة نسطور الهرطوقى وشجب كل تعاليمه.
ب التمسك بقانون الإيمان الذي سنة الآباء المجتمعين في نيقية سنة 325 م. واستكماله الآباء المجتمعون في القسطنطينية سنة 381 م.
* وبعد انتهاء المجمع المكاني أرسل البابا كيرلس تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه المتواجدين في القسطنطينية فانتشر الخبر في جميع أرجاء القسطنطينية فخرج شعبها جميعًا مهللًا بالفرح والابتهاج وأرسل إلى البابا معبرًا عن شكره وامتنانه.
* وعندما رأى القديس كيرلس أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس يدافع عن نسطور ويحامي عنه حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا قام بكتابة رسالة إليه يوضح فيها انحراف نسطور عن الإيمان القويم وكتب أيضًا رسائل أخرى لبعض أفراد العائلة الملكية شارحًا فيها سر التجسد.
4 قام بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية الذي أصدر قراراته متضمنة التمسك بقرارات المجمع السابق.
* هذا وقد أرسل المجمع الآبائية إلى نسطور متضمنة فصول "الحرومات الاثني عشر" ونظرًا لأهميتها اللاهوتية والعقيدية نذكرها فيما يلي للفائدة:
الحرومات الاثنا عشر
الحرم الأول: من لا يعترف أن عمانوئيل هو إله حقيقي وأن البتول القديسة مريم هي والدة الإله حيث ولدت جسديًا الكلمة المتجسد الذي هو الله كما هو مكتوب أن الكلمة صار جسدًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فليكن محرومًا.
الحرم الثاني: من لا يعترف بان كلمة الله متحد مع الجسد كالأقنوم وأن المسيح عينه هو لا ريب إله وإنسان معًا متحدًا مع جسده فليكن محرومًا.
الحرم الثالث: من فصل من بعد الاتحاد، المسيح الواحد إلى أقنومين، وقال أن اتحادهما بعضهما ببعض من قبيل المصاحبة فقط أو بالقدرة أو بالسلطان وليس باتحادهما بوحدانية طبيعية فليكن محرومًا.
الحرم الرابع: من فرق بين أقوال السيد المسيح المذكورة في الأناجيل المقدسة وفي رسائل الآباء الرسل أو نطق بها الآباء القديسون أو قالها المسيح عن ذاته ونسبها إلى أقنومين أو إلى اثنين كل قائم بذاته ويفهم أن البعض منها لائق بالإنسان وحده كأنه غريب عن كلمة الله وأن البعض الآخر ملائم لله فيخصه وينسبه إلى كلمة الآب وحده فليكن محرومًا.
الحرم الخامس: من تجاسر وقال أن السيد المسيح الذي يستعمل سلطانه الإلهي هو إنسان ساذج ولم يقل إنه إله حقيقي وابن واحد بالطبيعة كالاتحاد الأقنومي اشترك معنا في اللحم والدم لكون الكلمة صار جسدًا على ما في الكتب المقدسة فليكن محرومًا.
الحرم السادس: من قال إن كلمة الآب هو إله أو رب للمسيح ولم يعترف بأن المسيح ذاته إله وإنسان معًا كقول الكتاب المقدس الكلمة صار جسدًا. فليكن محرومًا.
الحرم السابع: من قال إن الله الكلمة لم يتأنس في الإنسان يسوع وأن عظمة ابن الله الوحيد قائمة في آخر دونه فليكن محرومًا.
الحرم الثامن: من تجاسر وقال ينبغي السجود لإنسان ساذج الذي معه الله الكلمة لكونه متخذ منه ومعه تعظم، ويدعوه إلهًا بحسب واحد في غيره، ولم يعترف بأنه ينبغي لعمانوئيل سجود واحد وتمجيد واحد كما ينبغي لكون الكلمة صار جسدًا فليكن محرومًا.
الحرم التاسع: من قال أن ربنا يسوع المسيح الوحيد كان ممجدًا من قبل الروح القدس بقدرة غريبة عنه. وإنه بنعمة هذا الروح كان يستعمل تلك القدرة والسلطان على إخراج الأرواح النجسة. وبه امتلأ من النعمة الإلهية. ولم يقل إنه كان ممتلئًا من روح خاصة كان يعمل بها تلك الآيات فليكن محرومًا.
الحرم العاشر: إن الكتاب المقدس يقول إن المسيح صار رسولًا وعظيم أحبار إيماننا وإنه قرب نفسه لله لأجلنا، ولأجل خلاصنا، بخورًا طيبًا لله الآب فمن قال أن كلمة الله الذي تجسد وصار إنسانًا ساذجًا من امرأة وإن آخر دون الكلمة ومن قال إن المسيح قرب نفسه لله الآب لأجل نفسه ولم يقل إنه قرب نفسه لأجل خلاصنا نحن البشر فقط لأنه لم يعرف خطيئة وليس بحاجة إلى ذلك القربان فليكن محرومًا.
الحرم الحادي عشر: من لا يعترف بأن جسد الرب هو معطى الحياة لأنه هو كلمة الله وقال عنه آخر دونه اجتمع معه أو قال إنه كان يعطى الحياة لأن الله الكلمة كان ساكنًا فيه غير متحد معه باتحاد أقنومي ولم يقل كما سبق إنه معطى الحياة لكونه صار لكلمة الله خاصة الذي هو قادر أن يحيى الكل فليكن محرومًا.
الحرم الثاني عشر: من لا يعترف بان الله الكلمة تألم في الجسد وصلب في الجسد وذاق الموت في الجسد أعنى جسده تألم وصلب وذاق الموت ولم يعترف إنه صار بكر الأموات وإنه إله معطى الحياة المحيى فليكن محرومًا.
موقف نسطور من المجمع والحرومات:
* كان الغرض من إرسال رسالة المجمع وحرومات البابا كيرلس أن يوقع عليها نسطور إلا انه احتقر الرسالة والحرومات ولم يقتنع بها وقام بكتابة بنود ضدها لتأييد مزاعمه وبدعته وساعده في ذلك بعض أساقفة أنطاكية المعتنقين بدعته.
* وهكذا انقسمت الكنيسة على قسمين الأول يضم كلًا من كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس وقفت تؤازر البابا كيرلس والثاني يضم كنيسة أنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.