الموضوع: ليه سبع اسرار
عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 10 - 2021, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لماذا الأسرار السبعة.. ؟


تأمل: رأينا أن السيد المسيح له طبيعة واحدة من طبيعتين:

الأولى لاهوتية: لها صفة الحياة الأبدية ولا تموت.


الثانية جسدية: لها قابلية إمكانية الموت.

ونحن نتناول الجسد المكسور نعلن قبولنا أن نصلب أجسادنا معه ونموت معه، ثم نتقدم ونتناول الدم فنحيا، وهذا ما قاله بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20). ويطالبنا بولس الرسول بأن نقبل أن نصلب الجسد، الأهواء مع الأهواء والشهوات، وبهذا يثمر الروح القدس فينا (غل 5: 22-24)، وهذا لأن الروح القدس يعمل فيمن حصل على الحياة من المسيح. وهذا ما نردده في صلاة القسمة في القداس "وعند إصعاد الذبيحة على مذبحك تضمحل الخطية في أعضائنا". فجسد المسيح المصلوب عندما نتناوله مع قبولنا أن نصلب شهواتنا "وهذا ما يُسَمَّى الجهاد، والجهاد هو أن نغصب أنفسنا" (مت 11: 12). هنا نقبل عمل الذبيحة، جسد المسيح المكسور وتضمحل الخطية في أجسادنا، وتثبت حياة المسيح فينا.

ويقول لنا السيد المسيح "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" فكيف نثبت فيه ؟ يكون هذا بأن نمارس حياة الإماتة = أي أن نقف أمام الخطية كأموات (رو6: 11 + كو3 : 5) فتثبت حياة المسيح الأبدية فينا فنحيا، ويكون هذا كما اتحدت حياة المسيح الأبدية بعد القيامة بجسده الميت في القبر. وهذا ما يقوله بولس الرسول "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نسلم دائما للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضا في جسدنا المائت" (2كو4: 10، 11). ولهذا يقول بولس الرسول أنه صلب نفسه للعالم (وهذا ما نسميه صليب اختياري) (غل6: 14) فيحيا ويثمر، بل مع كل أمراضه نجده يقمع جسده ويستعبده (1كو9: 27)، فثمار الروح القدس لا تظهر سوى في من صلب جسده مع الأهواء والشهوات (غل5: 24). ولذلك يقول بولس الرسول "إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت" [يقصد جسد الخطية] (رو8: 10). والله من محبته حتى يساعدنا على الثبات فيه، يسمح ببعض الآلام والتجارب لمن هو غير قادر على ممارسة الصلب الاختياري (وهذا ما نسميه صليب سمح به الله في حياتنا) لكي يستمر جسد الخطية في حالة موت، فيستمر المسيح ثابتا فينا. وتستمر الحياة الأبدية متحدة بجسدنا المائت. وفي هذا يقول القديس بطرس الرسول "من تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية" (1بط4: 1). وقارن مع قول بولس الرسول "وإن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوم" (2كو4: 16).

وهذا ما نراه على المذبح... الجسد المكسور في الصينية على المذبح إشارة لأن موت المسيح كان على الأرض، المسيح يُصْلَب على الأرض، ونحن نقبل الصليب ونحن على الأرض، ويكون ذلك بأن نحيا كأموات أمام الخطية والملذات الخاطئة. والمسيح يساعدنا على ذلك ببعض الآلام. فالصليب والموت والألم على الأرض هي مساعدة من المسيح لإماتة جسد الخطية. فالمذبح يشير للأرض هنا حيث حمل المسيح الصليب ونحن أيضا نحمل صليبنا ونتبعه.

أما الكأس فيوجد في الكرسي (للحماية من أن يسكب) ولكن كلمة كرسي تعنى العرش، عرش الله. والدم حياة، فلا موت ولا ألم في السماء بل حياة أبدية.

المسيح وحده سيحتفظ في السماء بجراحاته، وهذا ما قاله لتوما بعد قيامته وهذا ما رآه يوحنا في رؤياه للمسيح في السماء "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 6: 6). فلماذا يحتفظ المسيح بجراحاته؟ ذلك حتى نراها ونذكر خطايانا التي سببت له كل هذا، فندرك فداحة الثمن المدفوع لكي نوجد نحن في هذا المجد..... فنشتعل حبًا له.

فهل المسيح كان محتاجا لمن يحبه؟ بل لماذا قال الكتاب "فتحب الرب إلهك من كل قلبك...." (تث 6: 4)..؟!

السبب أن الله يريدنا أن نفرح، فالحب هو سبب الفرح الحقيقي الوحيد. فحينما كان آدم في جنة عدْن... وعدْن كلمة عبرية تعنى فرح، فيكون بهذا معنى جنة عدن أن الله خلق آدم في مكان جميل جدا ولكي يفرح. والفرح في الجنة كان لأن آدم كان يحب الله وذلك لأنه مخلوق على صورة الله والله محبة. وبعد السقوط خدع إبليس آدم وبنيه وصَوَّر لهم أن اللذة الحسية هي الفرح، ولكن شتان الفرق:

فالفرح دائم واللذة لحظية. الفرح عطية إلهية وقادر أن ينتصر على أي ألم، بينما اللذة هي عطية الجسد وعاجزة عن أن تنتصر على الألم (يو 16: 22). والله يريدنا أن نفرح، فهو قد خلقنا لهذا في جنة الفرح، ولما فقدناه أرسل الروح القدس ليسكب محبة الله في قلوبنا (رو 5: 5)، وهذه هي أهمية وصية أحبوا أعدائكم.... لنفرح. ونرى أن ثمار الروح "محبة، فرح.." فالفرح نتيجة طبيعية للمحبة لغة السماء حيث الفرح الدائم (1بط 1: 8). فلنجاهد لنمتلئ بالروح.
  رد مع اقتباس