وفي هذه المعجزة (معجزة شفاء مفلوج بركة بيت حسدا) صورة حية لعمل السيد المسيح داخل الكنيسة، أنه الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا وهو مدبر كل ذي جسد وهو الذي يتعهدنا بخلاصه، إذ يغفر الخطايا واهبا النفس الشفاء متمتعة بالبنوة لله وبأبوة الله لها، وفي هذا نجد مثالًا لأنفسنا الراقدة المريضة وقد خارت قواها، وها هي تتقدم في الأحد الخامس من الصوم إلي الطبيب الكامل ليهبها الشفاء، بعد استعدادها وطلبها للملكوت وبعد غلبتها ورفضها المشورة الشريرة، وبعد توبتها ورجوعها إلي بيت الآب، متمتعة بالماء الحي الذي من يشربه لا يعطش أبدا.
لقد شفي الرب أولًا جسد مفلوج بيت حسدا (يوحنا 5)، ثم طالبه ألا يخطئ بعد أنه محب البشر الذي يقدم لكل ابن ما هو لبنيانه، يتعامل مع كل مريض حسب ما يتناسب معه، وهذا المفلوج الذي له 38 عامًا في المرض ليس له من يسنده ولا من يعينه، تحطمت نفسه، فهو محتاج إلي مجيء السيد إليه، وشفاء جسده وحياته الداخلية.