
28 - 09 - 2021, 01:34 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الجسد بدون الروح ميت، وكلام الرب لم يكن عن الجسد المادي وأَكْله، وإنما عن الروح والحياة: «مَن يأكلني فهو يحيا بي» (يو 6: 57). و”جسد المسيح“ (بحسب مفهوم كلمة ”الجسد“ في اللغة الآرامية) يعني كيانه كله أي جسده ونفسه (ناسوته) المتَّحد بلاهوته(4). هو إذاً أَكْل المسيح ككل، واحتواء كل دم ذبيحة الصليب. هذا هو المأكل الحق للجسد، والشُّرب الحق للدم (يو 6: 55)، فنشترك في موت الرب وقيامته وحياته الأبدية (1كو 11: 26)، وهذا أمر سرِّي لا ندري كُنهه ولا نستطيع أن نَسْبُر أغواره ولا نعرف كيف يتم.
والانحصار في الظاهر المادي يأخذنا بعيداً عن العمل السرِّي للروح القدس: «لأنه إنْ كان دم ثيران وتيوس ورماد عِجْلة مرشوش على المُنجَّسين، يُقدِّس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دمُ المسيح، الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب، يُطهِّر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي» (عب 9: 14،13)، «ودم يسوع المسيح ابنه يُطهِّرنا من كل خطية» (1يو 1: 7). تطهير الضمائر والنفوس من الخطية، إذاً، لا يصنعه أَكْل وشُرب ماديين، وإنما هو عمل الروح الذي يحتويه جسد المسيح خبز الحياة.
|