[walaa farouk]

كان عند احد الملوك الوثنين وزير مسيحى نظرا لأن ذلك الوزير كان أمينا ومخلصا وعاقلا ومدبرا فإن الملك كان كثيرا ما يجالسه ويحادثه ويستشيره .

وذات يوم بينما كانا يتناقشان . قال الوزير إن المسيح نزل من السماء ليخلصنا . فقال له الملك إنى اذا اردت أن احقق غرضا أمرت احد خدامى أن يؤدى الاعمال اللازمة ليتحقق هذا الغرض دون ان اتعب او اتحرك ، فلماذا يأتى بنفسه ويأخذ جسدا ويولد فى مزود حقير بين الحيوانات ثم يتعب ويتألم ويصلب بينما يستطيع أن يخلص العالم بكلمة واحدة ؟!!!

فطلب الوزير من الملك أن يعطيه مهلة ثلاثة أيام ليجيبه عن سؤاله

فخرج الوزير ..... وذهب الى احد العمال الماهرين وامره ان يعمل تمثالا من الخشب يماثل فى حجمه وهيأته حجم وهيئة ابن الملك الطفل البالغ من العمر سنتين وذهب الوزير سرا الى خادمه فى القصر الملكى كانت هى المكلفة بالعناية بالأمير الصغير والتجول به بعربته الخاصة فى حدائق القصر .

وقال الوزير لتلك الخادمة : اسمعى .... خذى هذا التمثال وألبسيه ملابس مشابهة تماما لملابس الأمير الصغير وضعيه فى المركبة الملكية الصغيرة .... وسيكون جلالة الملك وانا ماشيين نتنزه فى حدائق القصر غدا فى الساعة الخامسة مساء .... وعندما تريننى قد رفعت يدى اليسرى الى أعلا إقلبى العربة وأسقطى التمثال الخشبى فى البركة ولا تخشى عقابا .

وفى الغد فى الساعة الخامسة مساء كان الملك جالسا مع وزيره المسيحى بجوار البركة يتحادثان . وطالب الملك وزيره بإجابه السؤال وكانت الخادمة مقبلة فى تلك اللحظة تدفع العربة الملكية التى يجلس فيها تمثال الأمير الصغير .

وعندئذ رفع الوزير ذراعه اليسرى فقلبت الخادمة العربة وسقط التمثال فى الماء وكان منظرة شبيها بمنظر الابن الأمير ....

فلم يتمالك الملك نفسه وجرى نحو البركة وانبطح لينتشل ابنه من الغرق !! ولكنه سرعان ما اكتشف انه تمثال لا اكثر فاندهش وتساءل فى غضب ....

فهدأه الوزير قائلا : لقد تم هذا كله بأمرى وتدبيرى .
وسأله لماذا لم تأمرنى يا مولاى أن انزل وأخلص ابنك ؟؟
فأجاب الملك : المحبة الأبوية ♥ هى التى دفعتنى الى ذلك وكيف أقعد عن خلاص ابنى وآمر أحدا غيرى بتخليصه ؟

فقال له الوزير : هذه هى إجابتى عن سؤالك . إن الله يحبنا أكثر من محبة الأباء لأولادهم ولذلك دفعته محبته الأبوية الى أن يترك السماء وينزل الى الأرض ويولد فى المذود الحقير ويتألم ثم يصلب ويقوم لكى يخلصنا هو سبحانه ولا يمكن أن يقوم بمهمة خلاصنا أحد غيره ...