وضع اليد و النفخة المقدسة
السؤال
نحن نعلم أن سر الكهنوت ، ينال بوضع اليد و النفخة المقدسة . ولكني ألاحظ أحياناً أن الآباء الأساقفة ، حينما يباركون شخصاً ، يضعون أيديهم علي رأسه و ينفخون في وجهه . فما معني هذا؟ وهل ينال مثل هذا الشخص كهنوتاً في ذلك الوقت .
الجواب
اعلم يا ابني أن وضع اليد له أغراض كثيرة :
· فهناك وضع يد للكهنوت ، مثلما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس : " اذكر أن تضرم أيضاً موهبة الله التي فيك بوضع يدي " ( 2 تي 1: 6) . ومن أمثلة ذلك وضع اليد علي برنابا شاول في إرسالهما للخدمة ( أع 13: 3، 4) . وكذلك وضع أيدي الرسل علي الشمامسة السبعة الأول ( أع 6: 6) . ومن ذلك أيضاً قول الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف " لا تضع يدك علي أحد بالعجلة ، ولا تشترك في خطايا الآخرين " ( 1تي 5: 22) .
· وغير وضع اليد للكهنوت ، هناك أيضاً وضع اليد للشفاء .
وفي ذلك قيل عن السيد الرب " وعند غروب الشمس ، كان كل الذين عندهم مرضي بأنواع أمراض كثيرة ، يقدمونهم إليه . فكان يضع يديه علي كل واحد منهم و يشفيهم .." ( لو 4: 40) . أنظر أيضاً ( مر 7: 32) . ومثل قول يايرس للسيد " ابنتي الصغيرة علي آخر نسمة ، ليتك تأتي و تضع يدك عليها فتشفي وتحيا " ( مر 5: 23) .
· وأيضاً هناك وضع يد للبركة .
مثلما وضع أبو الآباء يعقوب يديه علي أفرايم ومنسي وباركهما ( تك 48: 14- 20) ومثلما قيل عن السيد الرب في مباركته للأطفال " فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم "( مر 10: 16) . أو في مباركته للتلاميذ " وأخرجهم خارجاً إلي بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم " ( لو 24: 50) .
· وحتى في وضع اليد للكهنوت ، هناك النطق الذي يميز درجاته .
فالأسقف يضع يديه علي الشماس ويقول " فلان شماس " أو يرسم الكاهن ويقول " ندعوك يا فلان قسيساً ". وفي سيامة الأسقف يضع رئيس الكهنة يديه ويقول " ندعوك يا فلان أسقفا " . ليس وضع اليد أذن في كل الحالات ليكون لرتب متساوية . وإنما يقال فلان أخذ يد الشماسية ، أو يد القسيسية ، أو يد الأسقفية .
ومن جهة النفخة ، تختلف البركة في السيامة الكهنوتية
ففي منح التلاميذ نعمة الكهنوت ، كان النطق واضحاً ليميز النفخة المقدسة ، إذ قال لهم السيد الرب " اقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياه غفرت له . ومن أمسكتموها عليه أمسكت " ( يو 20: 22، 23) . وطبعاً في مباركة شخص لا يقال له هذا الكلام . كما أنه في سيامة الأسقف للقس يقول له في النفخة المقدس " اقبل الروح القدس ". فينفتح فمه ليستقبل هذه النفخة وهو يقول " فتحت فمي ، واجتذبت لي روحاً " ( مز 119) . وهذا لا يحدث حينما ينفخ في وجه إنسان للبركة .
· لا ننسي أن أول نفخة إلهية كانت للحياة .
· حينما " جبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض . ونفخ في أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفساً حية "( تك 2: 7) . تعمق إذن في كل شئ ، وأعرف المقصود منه .