الموضوع: آسيا الصغرى
عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 05 - 2012, 10:35 AM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,504

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

5- الرومان بعد الميلاد:

في حوالى 200 ق. م بدأ الرومان في التدخل في سياسات الممالك الأربع الرئيسية في أسيا الصغرى في ذلك الوقت، وهى : بيثينية وبرغامس وبنطس وكبدوكية. وبالتدريج اتسع نفوذهم واشتدت سواعدهم بزعامة قادة مدنيين وعسكريين من أمثال سولا ولوكالوس وبومبى وشيشرون ويوليوس قيصر. وقد سلم أتالوس ملك برغامس وبروسياس ملك بيثينية ولايتهما لتلك القوة الصاعدة في الغرب. وفي 133 ق. م شرع الرومان في تنظيم ولاية أسيا مشتقين الاسم من اسم مقاطعة ليدية ضمتها الولاية. وشيئا فشيئا أخذت الحدود الرومانية تزحف نحو الشرق. وكان يقال عن ميثرايداتس السادس ملك بنطس: " أقوى الأعداء الذين واجتهم الجمهورية "، ولكنه ركع أمام ذراع روما المنتصرة. وقد أدب يوليوس قيصر الفارنكيين في " زيل " في أواسط أسيا الصغرى وأعلن نجاحه بعبارته المشهورة: "جئت ورأيت وغلبت " وأخيرا وقعت شبه الجزيرة الجميلة في اليد الحديدية ، واستمر الحكم الرومانى لها أكثر من خمسمائة سنة إلى 395 م حين قسم ثيودسيوس الامبراطورية بين ولديه فأعطى الشرق لأركاديوس، والغرب لهونوريوس، وهكذا انقسمت الامبراطورية الرومانية إلى قسمين:
وكالعادة شق الرومان الطرق المرصوفة جيدا بالأحجار، بين المدن الرئيسية في ولاياتهم الشرقية، وكثيرا ما يسير علماء الآثار أو المسافرون فوق أجزاء من هذه الطرق – بين الغابات الكثيفة أحيانا – ما زالت تحتفظ بصورتها التي كانت عليها وقتئذ. وكانت هناك علامات تبين مراحل الطريق والمسافات بين المدن مكتوبة عادة باللغتين اللاتينية واليونانية. وحل رموز هذه العلامات يساعد على معرفة ذلك التاريخ المفقود. كما شيدت الجسور
(الكباري) فوق مجارى المياه الهامة وكانت ترمم على توالى الأجيال. لقد كان الرومان مغرمين بالبناء، فالكثير من المبانى الحكومية وقنوات المياه، والحمامات والمسارح والمعابد وغيرها من العمائر تبدو ظاهرة للعيان، والكثير منها أيضا يحتاج إلى التنقيب عنه. ودراسات النقوش – مثل التي قام بها بروفسور ستريت – تدل على أن هناك كنوزا من النقوش باللاتينية واليونانية في انتظار من يكشف النقاب عنها.
في أثناء ذلك العصر الرومانى، أشرقت المسيحية على أسيا الصغرى، وقد استخدم التلاميذ المسيحيون، وكذلك حكام روما وجيوشها هذه الطرق والجسور والمباني. فهناك الكثير من المبانى الكنسية القديمة والمؤسسات الدينية التي تستعرض أمامنا مشاهد التاريخ . فما أروع أن تقرأ في اللغة اليونانية على أحجار المقابر التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني مثل هذه الأقوال: "هنا يرقد خادم الله دانيآل "، " هنا ترقد جارية الله مارية ". وأهم مرجع لتاريخ هذه الفترة هو سير وليم رمزى، فمؤلفاته عن الجغرافية التاريخية لأسيا الصغرى وغيرها يجب أن يقرأها كل فرد يريد أن يعرف شيئا عن هذا الحقل الواسع الثراء.
  رد مع اقتباس