4- الإسكندر الأكبر خلفاؤه:
عندما عبر الإسكندر الأكبر مضيق الدردنيل في 334 ق. م. بدأ عصر جديد لليونانيين الأسيويين، فإلى ذلك العهد كانت المدن اليونانية في أسيا الصغرى مجرد مجتمعات تجارية، ورغم الجهود المتقطعة للاتحاد، ظلت كل منها مستقلة عن الأخرى بل وفي تنافس فيما بينها. تحاول كل منها تدمير الأخرى سعيا وراء المنفعة الأنانية وظلت هذه المستعمرات محصورة في المناطق الساحلية وفي وديان الأنهار المفتوحة للغرب. وكان الإسكندر الأكبر هو أول من فكر في إنشاء امبراطورية يونانية في أسيا الصغرى ونفذ ذلك فعلا، ومع ذلك استمر التنافس بين المدن رغم أنها جميعها أصبحت أعضاء في امبراطورية واحدة لها رسالة واحدة ، وهو ما أثار فيما بعد سخرية الرومان. وفي تلك الفترة بدأ نشر الحضارة الهيلينية في المناطق الداخلية في أسيا الصغرى، فقد كان هم خلفاء الإسكندر من الأتاليديين والسلوقيين أن يوطدوا دعائم الحكم اليونانى على كل الأجناس والقوميات، وأهم كل شيء أن يرتفعوا بهم إلى مستوى الحضارة والثقافة اليونانيتين، وقد نجحت هذه الجهود جزئيا ولفترة محدودة، ولكن هذا النجاح وما تلاه من جهود الرومان أيضا، كان له أثر بالغ في انتشار المسيحية في القرن الأول.