3- الليديون واليونان والفرس:
والدولة التي قامت بعد ذلك في أسيا الصغرى هي دولة ليديا – التي مازال أصلها غامضا – لقد سقطت الأمبراطورية الفريجية أمام غزوات الكيميريين في القرينين التاسع والثامن قبل الميلاد. وفي 617 ق. م صد ألياتس ملك ليديا هجوما ثانيا للكيميريين، كما أن كروسيوس ملك ليديا (وقد اشتهر كلاهما بثرائهما) كان سيدا لكل اقليم الهالز ولكل المستعمرات الإغريقية على الساحل، وقد بلغت هذه المستعمرات – التي أسسها هلاس – قمة مجدها في القرن الثامن قبل الميلاد، وانتشرت على سواحل أسيا الصغرى الثلاثة. ولفشلها في الاتحاد معا، أصبحت تحت رحمة كروسيوس، ثم تحت رحمة الفرس الذين هزموه ( في 546 ق. م) وقد قسم الفرس أسيا الصغرى إلى ولايات، ولكن المدن الإغريقية وضعت تحت سيطرة أمراء يونانيين يعترفون بسيادة الفرس. كما ظلت أجناس كثيرة في الداخل تحت حكم أمرائهم الوطنين وهزيمة أحزركسيس ( أحشويرش) أمام اليونانيين، حررت المدن اليونانية في أسيا الصغرى، وظلت حرة في عصور ازدهار أثينا. وفي 386 ق. م استعادها الملك الفارسى نتيجة دبلوماسية سبرطة الأنانية.