5 – الطرق في آسيا الصغرى:
تحدد طبيعة أسيا الصغرى نظام الطرق فيها، وقد نشطت الحركة في تلك الطرق منذ فجر التاريخ، فالقادم من الفرات أو من سوريا يدخل أسيا الصغرى عن طريق مليتينى وقيصرية أو عن طريق بوابات كيليكية. فمن قيصرية يستطيع أن يصل إلى البحر الأسود عن طريق زيلا وأميزوس، وإذا واصل سيره غربا فإنه يصل إلى منطقة بحر إيجه، بإحدى الطرق التي حددتها الطبيعة كما ذكرنا آنفا، عن طريق وديان مياندر أو هرمس أو كايكوس. وإذا كانت وجهته البسفور فإنه يسير في وادى سنقاريا. كما توجد طرق أخرى تمتد من خليج أداليا إلى إنطاكية بيسيدية أو إلى أباميا أو إلى لاودكية على نهر ليكوس ومنها إلى مياندر فأفسس. وقد حدد موقع العاصمة الحثية في " بتريا " الطريق الشمالى من السهل الأوسط للقادمين من الشرق إلى الغرب. وقد تبع ذلك المسار أيضا الطريق الملكى الفارسى . وبعد ذلك كانت الطريق من الشرق تسير بمحازاة الجانب الجنوبي من أكسيلون شمالى أيقونية وأنطاقية بيسيدية إلى سهل ليكوس ومياندر وأفسس، وهو ينطبق على نفس الطريق من بوابات كيليكية في نقطة إلى الشمال الشرقي من أيقونية. ولكى يمكن السيطرة على قبائل بيسيدية في عهد أوغسطس قيصر، تم إنشاء سلسلة من الطرق في بيسيدية تخرج من أنطاكية، وكانت إحداها تمتد من أنطاكية إلى لسترة وفيها سار الرسول بولس في رحلته من أنطاكية إلى أيقونية (أع 13: 51).