4 – الأنهار والبحيرات والسهول في آسيا الصغرى:
تقع السهول الكبرى في الداخل وتشتمل على أجزاء من غلاطية وليكأونية وكبدوكية على ارتفاع بين 3.000، 4.000 قدم وتصل إليها الأنهار من الجبال المحيطة بها لكى تنتهى في بحيرات مالحة ومستنقعات. وفي العصور القديمة كان الكثير من هذه المياه يستخدم في الري، فقد كانت المناطق – التي لا تضم الآن سوى عدد قليل من القرى الفقيرة – يغطيها في العصر الرومانى عدد كبير من المدن الكبيرة، تحيط بها زراعة متقدمة جدا ، في تربة شديدة الخصوبة بطبيعتها. أما باقى الأنهار فتشق طريقها في ممرات صخرية ضيقة في أطراف الجبال المحيطة بالهضبة وفي الجانب الغربي من شبه الجزيرة، تنحدر هذه الأنهار إلى وديان متسعة منها وديان كايكوس وهرمس ومياندر (مندرس) وهى من أخصب الوديان في العالم. وفي هذه الوديان الغربية، وفي وادى سنقاريا (سنجاريوس) في الشمال الغربي ، تجرى الطرق العامة العظيمة من الداخل إلى ساحل البحر وفي هذه الوديان قامت أعظم المدن التي ازدهرت في العصور الهيلينية والأغريقية الرومانية، ومنها انتشرت الثقافة الأغريقية والديانة المسيحية إلى كل البلاد وأعظم أنهار أسيا الصغرى هو نهر الهالز (قيزل) الذي ينبع من جبال بنطس وبعد أن ينحنى في دائرة كبيرة نحو الجنوب الغربي ، يتجه شمالا ليصب في البحر الأسود. والهالز والايريس، شرقي أميزوس، هما النهران الوحيدان اللذان لهما أهمية في الساحل الشمالى. أما الأنهار في الساحل الجنوبي – بأستثناء ساروس وبيراموس اللذين يجريان من كبدوكية ويرويان سهول كيليكية – فهى لاتعدو أن تكون سيولا جبلية تنحدر إلى البحر. ومن أهم معالم أسيا الصغرى أنهارها التي تختفى تحت الأرض في الصخور الجيرية، ثم تظهر مرة أخرى بعد أميال كثيرة كينابيع أو رؤوس أنهار. كما تنتشر الينابيع المعدنية والحارة في كل الاقليم، وتكثر بصورة خاصة في وادى مياندر (مندرس). كما توجد بحيرات مالحة كثيرة، كبراها هي بحيرة " أتا " في ليكأونية. كما تنتشر بحيرات المياه العذبة مثل كراليس وليمو في الجبال في الجنوب الغربي.