
24 - 05 - 2021, 06:32 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تأمل في زوال العالم

كلما تلونا (( السلام الملائكي )) , فاننا نختمه بهذه الكلمات (( صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن
وفي ساعة موتنا )) . اننا نقر بهذه الكلمات , بكل تواضع باننا خطاة , ونعبر عن الحقيقة التي لا مفر
منها وهي النهاية المزمعة لكل كائن حي , الا وهي الموت الذي يضع حدا" لحياتنا مهما طالت .
اننا نحيا في الزمن , والزمن يمضي سريعا" , اطال هذا الزمن ام قصر في حساب التأريخ , فهو يزول ,
ونحن نزول معه , فالبقاء لله وحده , اذ هو سبحانه وتعالى ازلي لا بداية له , وابدي لانهاية له ,
فهو فوق الزمن . فما قيمة الزمن في حياة الانسان يا ترى ؟ هناك زمن بشري . لا يلتفت لله ,
ولا يهتم بما هو لله , يمضي دون هدف , فهو فراغ اذ لا حياة فيه
ولا غاية يحققها . وهناك زمن يحركه الحب لله وينطلق نحو غاية سامية اخيرة هي الالتقاء بالله .
انه زمن نشط لان اساسه الايمان والعمل البناء , والانسان حر في ان يسير مع هذا الزمن او ذاك .
لكن المتعبد لمريم عندما يرفع انظاره اليها مصليا" وطالبا العون فانه يعطي للزمن قيمة روحية
اذ يسير في حماية مريم نحو الغاية الاخيرة وهي الالتقاء بالله في نعيمه .
ولا يتم هذا اللقاء الا عبر خطوة صعبة في نظر الطبيعة البشرية وهي الموت .
ولكن بقدر ما نستغيث بمريم فانها تساعدنا في عبور تلك الخطوة فنجتازها برباطة
جأش وايمان ليتم الالتقاء بالله والكمال في ملكوته .
خبر
نقرأ في سير الآباء المتوحدين , ان ناسكا" اتخذ له صومعة في الجبل وانقطع عن العالم ليذكر الله نهارا" وليلا" .
وكان شديد التعبد لمريم العذراء , يتأمل دائما في حياتها , ويسير في طريق الكمال الروحي على خطاها ,
وكان يطلب منها دائما" الميتة الصالحة . بقي على هذا الحال طيلة حياته , ولما تقدم به السن وشعر
بقرب رحيله ودنو اجله , ملأت الكآبة نفسه , وشمله خوف عظيم , اذ فقد شجاعته , واهتز كيانه من
هول الساعة , واخذ يرتجف كريشة في مهب الريح .
عندئذ سمع صوتا" ملؤه الرقة والحنان يقول له : يا بني ماذا حدث لك ؟ وكيف ذهبت شجاعتك
على حين غرة ؟ انت الذي كافحت كل ايامك ؟ لاتخف ايها العبد الامين , فها قد جئت لمساعدتك في ساعة موتك .
فما ان سمع الناسك هذا الصوت العذب حتى قويت عزيمته وزال هلعه , وظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيه ,
فشرع يتمتم بصلاته الاخيرة : صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا , واسلم الروح بيد تلك التي
احبها وتعبد لها طيلة ايام حياته , فهرعت لنجدته في ساعة موته لتدخله بيديها الى الاخدار السماوية .
انها ام الميتة الصالحة حقا" .
اكرام
فكر وتأمل باحزان مريم لكي تسندك في احزانك
نافذة
احضري عندنا في ساعة موتنا ايتها القديسة مريم
|