
24 - 05 - 2021, 04:53 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
دعوة المسيحي الى القداسة

دعا المعلم الالهي تلاميذه الى قداسة السيرة التي رسمها هو بذاته في حياته كلها . وتممها
عندما افاض على الجميع الروح القدس الذي يدفع المؤمنين الى حب الله والقريب , اي الى
الكمال . كما قال ايضا" : (( كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل )) . وقد اضاف
مار بولص محرضا" المؤمنين ان يعيشوا (( كما يليق بالقديسين )) . فجميع المؤمنين باية حالة
او درجة كانوا هم مدعوون الى كمال السيرة المسيحية والى كمال المحبة . مستفيدين من النعم
التي نالوها على قدر ماشاء المسيح ان يوزعها عليهم حتى اذا ما اقتفوا اثره , وصاروا مشابهين
لصورته , واطاعوا في كل امر مشيئة الآب , يتكرسون من كل قلوبهم لمجد الله وخدمة القريب
وعلى هذا المنوال تأتي قداسة شعب الله بثمارها الوافرة , وهذا ما يظهر باجلى بيان في سيرة
الكثيرين من القديسين في تاريخ الكنيسة . فهؤلاء كانوا بشرا" مثلنا , تجاوبوا مع النعم التي افاضها
عليهم روح القدس واجتهدوا في السير بطريق الكمال , فمنهم من توحد في صومعته , ومنهم من مارس
خدمة الكنيسة او التعليم او التأليف او الوعظ والارشاد او تربية الشبيبة او نشر اسم المسيح , وكل واحد
في اي طريق سار حاول ان يكمل المسيرة بروح المسيح فوصل الى القداسة .
ان مريم العذراء التي حياها الملاك قائلا" : (( المملوءة نعمة )) هي مثالنا الاعلى في طريق القداسة ,
فلنسر على خطاها ملبين دعوة المسيح للكمال الروحي .
خبر
في التاسع عشر من ايلول سنة 1846 , حظي راعيان صغيران احدهما مكسيميان جيرو
وعمره احدى عشر سنة , والفتاة (( ميلاني ماتيو )) وقد ناهزت الرابعة عشرة من عمرها ,
برؤية سماوية في ناحية (( لا ساليت )) بجبال الالب .
ظهرت لهما سيدتنا الكلية الطوبى , وتشكت من المسيحيين لخرقهم حرمة يوم الرب وهو الاحد
وتجديفهم المستمر على اسمه القدوس , وقالت : (( اذا اصر شعبي على عدم الاصغاء الى صوتي
رافضا" الخضوع والطاعة , سأضطر الى ان اترك ساعد ابني الثقيل ينزل بهم ضربات قاسية )) .
قالت ذلك وانهمرت الدموع من عينيها .
واستطردت قائلة : (( لقد تعذبت لاجلكم كثيرا" , كما اني لا اريد ان يرذلكم ابني , واتضرع اليه دائما"
من اجلكم , غير انكم لا تقدرون ذلك , فمهما صليتم ومهما عملتم , فانكم لن تستطيعوا ابدا" مكافأة الاتعاب
التي تجشمتها لاجلكم )) واردفت اخيرا" : (( لقد أعطيتم ستة ايام للشغل , واحتفظ ابني باليوم السابع ,
ولكنكم ابيتم ان تكرسوه لتمجيده )) .
كأني بالعذراء القديسة تريد ان تعيد على مسامعنا رسالتها التي ابلغتها في (( لا ساليت )) لان جيل اليوم
لا يزال يهمل حرمة يوم الرب , فيأتي نهار الاحد فلا نحترمه ولا نهرع الى الكنيسة للاشتراك بالصلاة
والقداس مع جمع المؤمنين , ونتخذ لنا حججا" واهية واعذارا" وهمية لنبرر اهمالنا . فلنجدد العهد على
احترام يوم الاحد ونلب رغبة العذراء ووصية الرب . وهذه خطوة في طريق قداستنا .
اكرام
اعط مثالا" صالحا" باحترامك يوم الرب وكمل كل ما تفعله بروح الله , فهذا طريق القداسة
نافذة
اجذبيني وراءك ايتها العذراء القديسة
|