22 - 05 - 2021, 11:48 AM
|
رقم المشاركة : ( 41071 )
|
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رِاعوث الموآبية

رَاعُوثُ وَنُعْمِي فِي بَيْتَ لَحْمَ
ظ¢ظ*-ظ¢ظ¢ (أ) أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ظ±لْحَيَاةُ فِي مُوآبَ عَلَى نُعْمِي؟ (ب) أَيُّ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ تَبَنَّتْهَا نُعْمِي تِجَاهَ ظ±لْمَصَائِبِ ظ±لَّتِي نَزَلَتْ بِهَا؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا يعقوب ظ،:ظ،ظ£.)
ظ¢ظ* شَتَّانَ مَا بَيْنَ ظ±لتَّكَلُّمِ عَنِ ظ±لْمَحَبَّةِ ظ±لْمَجْبُولَةِ بِظ±لْوَلَاءِ وَتَرْجَمَتِهَا إِلَى عَمَلٍ. وَرَاعُوثُ تَسَنَّتْ لَهَا ظ±لْفُرْصَةُ أَنْ تُبَرْهِنَ بِظ±لْأَعْمَالِ عَنْ هظ°ذِهِ ظ±لْمَحَبَّةِ تِجَاهَ نُعْمِي وَتِجَاهَ يَهْوَهَ أَيْضًا ظ±لَّذِي ظ±تَّخَذَتْهُ إِلظ°هًا لَهَا.
ظ¢ظ، لَقَدْ وَصَلَتِ ظ±لْمَرْأَتَانِ إِلَى بَلْدَةِ بَيْتَ لَحْمَ ظ±لَّتِي تَبْعُدُ نَحْوَ عَشَرَةَ كِيلُومِتْرَاتٍ جَنُوبَ أُورُشَلِيمَ. وَعَلَى مَا يَبْدُو، كَانَتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا مَعْرُوفِينَ جَيِّدًا فِي هظ°ذِهِ ظ±لْبَلْدَةِ ظ±لصَّغِيرَةِ، لِأَنَّ ظ±لْمَكَانَ كُلَّهُ ضَجَّ بِخَبَرِ عَوْدَتِهَا. وَرَاحَتِ ظ±لنِّسَاءُ يُحَدِّقْنَ إِلَيْهَا وَيَقُلْنَ: «أَهظ°ذِهِ نُعْمِي؟». فَكَمَا يَتَّضِحُ، تَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهَا بَعْدَ إِقَامَتِهَا فِي مُوآبَ. فَسَنَوَاتُ ظ±لشَّقَاءِ وَظ±لْحُزْنِ طَبَعَتْ بَصَمَاتِهَا عَلَى وَجْهِهَا وَمَظْهَرِهَا. — را ظ،:ظ،ظ©.
ظ¢ظ¢ بَعْدَ هظ°ذِهِ ظ±لْغَيْبَةِ ظ±لطَّوِيلَةِ، أَخَذَتْ نُعْمِي تُخْبِرُ نَسِيبَاتِهَا وَجَارَاتِهَا ظ±لْقُدَامَى كَمْ أَصْبَحَتْ حَيَاتُهَا مُرَّةً. وَشَعَرَتْ أَيْضًا أَنَّ ظ±سْمَهَا يَجِبُ أَنْ يَتَغَيَّرَ مِنْ نُعْمِي، ظ±لَّذِي يَعْنِي «نِعْمَتِي»، إِلَى «مُرَّةٍ». فَعَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ ظ±لَّذِي عَاشَ قَبْلَهَا، ظَنَّتْ هظ°ذِهِ ظ±لْمِسْكِينَةُ أَنَّ يَهْوَهَ ظ±للهَ هُوَ مَنْ أَنْزَلَ بِهَا ظ±لْمَصَائِبَ. — را ظ،:​ظ¢ظ*، ظ¢ظ،؛ اي ظ¢:ظ،ظ*؛ ظ،ظ£:​ظ¢ظ¤-ظ¢ظ¦.
ظ¢ظ£ فِيمَ بَدَأَتْ رَاعُوثُ تُفَكِّرُ، وَأَيُّ تَدْبِيرٍ تَضَمَّنَتْهُ ظ±لشَّرِيعَةُ ظ±لْمُوسَوِيَّةُ لِلْفُقَرَاءِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ظ±لْحَاشِيَةَ.)
ظ¢ظ£ بَعْدَمَا ظ±سْتَقَرَّتِ ظ±لْمَرْأَتَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ، بَدَأَتْ رَاعُوثُ تُفَكِّرُ كَيْفَ عَسَاهَا تُؤَمِّنُ لُقْمَةَ ظ±لْعَيْشِ لَهَا وَلِنُعْمِي. فَعَرَفَتْ أَنَّ ظ±لشَّرِيعَةَ ظ±لَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ فِي إِسْرَائِيلَ تَضَمَّنَتْ تَدْبِيرًا حُبِّيًّا لِلْفُقَرَاءِ. فَقَدْ سُمِحَ لَهُمْ بِظ±لذَّهَابِ إِلَى ظ±لْحُقُولِ وَقْتَ ظ±لْحَصَادِ لِيَلْتَقِطُوا مَا يُتْرَكُ وَرَاءَ ظ±لْحَصَّادِينَ، وَمَا يَنْمُو عِنْدَ أَطْرَافِ ظ±لْحُقُولِ. * — لا ظ،ظ©:​ظ©، ظ،ظ*؛ تث ظ¢ظ¤:​ظ،ظ©-ظ¢ظ،.
ظ¢ظ¤، ظ¢ظ¥ مَاذَا فَعَلَتْ رَاعُوثُ حِينَ دَخَلَتْ بِظ±لصُّدْفَةِ حَقْلًا لِبُوعَزَ، وَعَلَامَ يَنْطَوِي عَمَلُ ظ±للُّقَاطِ؟
ظ¢ظ¤ وَلَمَّا كَانَ وَقْتُ حَصَادِ ظ±لشَّعِيرِ قَدْ حَلَّ، عَلَى ظ±لْأَرْجَحِ فِي شَهْرِ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) حَسَبَ تَقْوِيمِنَا ظ±لْحَالِيِّ، قَصَدَتْ رَاعُوثُ ظ±لْحُقُولَ لِتَرَى مَنْ يَسْمَحُ لَهَا أَنْ تَلْتَقِطَ فِي أَرْضِهِ. فَظ±تَّفَقَ أَنْ دَخَلَتْ حَقْلًا لِبُوعَزَ، رَجُلٍ ثَرِيٍّ يَمْلِكُ أَرَاضِيَ كَثِيرَةً وَذِي قَرَابَةٍ لِأَلِيمَالِكَ زَوْجِ نُعْمِي. وَمَعَ أَنَّ ظ±لشَّرِيعَةَ أَعْطَتْهَا ظ±لْحَقَّ أَنْ تَلْتَقِطَ، لَمْ تَعْتَبِرْ ذظ°لِكَ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ، إِنَّمَا ظ±سْتَأْذَنَتْ أَوَّلًا ظ±لْفَتَى ظ±لْقَائِمَ عَلَى ظ±لْحَصَّادِينَ وَمِنْ ثُمَّ بَاشَرَتِ ظ±لْعَمَلَ. — را ظ،:ظ¢ظ¢–ظ¢:​ظ£، ظ§.
ظ¢ظ¥ تَخَيَّلْهَا تَسِيرُ وَرَاءَ ظ±لْحَصَّادِينَ. فَفِيمَا رَاحُوا يَحْصُدُونَ ظ±لشَّعِيرَ بِمَنَاجِلِهِمِ، ظ±نْحَنَتْ لِتَلْتَقِطَ مَا يَقَعُ أَوْ يُتْرَكُ مِنَ ظ±لسَّنَابِلِ، فَتَحْزِمُهَا حُزَمًا، ثُمَّ تَأْخُذُهَا إِلَى مَكَانٍ لِتَخْبِطَهَا لَاحِقًا. كَانَ هظ°ذَا عَمَلًا مُضْنِيًا يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا طَوِيلًا وَيَزْدَادُ صُعُوبَةً مَعَ ظ±شْتِدَادِ حَرَارَةِ ظ±لشَّمْسِ. غَيْرَ أَنَّ رَاعُوثَ عَمِلَتْ دُونَ تَرَاخٍ، وَلَمْ تَتَوَقَّفْ إِلَّا لِتَمْسَحَ ظ±لْعَرَقَ ظ±لْمُتَصَبِّبَ مِنْ جَبِينِهَا وَتَتَنَاوَلَ غَدَاءً بَسِيطًا فِي «ظ±لْبَيْتِ» ظ±لَّذِي كَانَ عَلَى ظ±لْأَرْجَحِ مَكَانًا يَسْتَظِلُّ بِهِ ظ±لْعُمَّالُ.
كَانَتْ رَاعُوثُ مُسْتَعِدَّةً لِلْقِيَامِ بِعَمَلٍ وَضِيعٍ وَشَاقٍّ لِتُؤَمِّنَ لُقْمَةَ ظ±لْعَيْشِ لَهَا وَلِنُعْمِي
ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§ أَيُّ شَخْصِيَّةٍ تَحَلَّى بِهَا بُوعَزُ، وَكَيْفَ عَامَلَ رَاعُوثَ؟
ظ¢ظ¦ يُسْتَبْعَدُ أَنَّ رَاعُوثَ أَمَلَتْ أَوْ تَوَقَّعَتْ أَنْ تَسْتَرْعِيَ ظ±لِظ±نْتِبَاهَ، لظ°كِنَّ هظ°ذَا مَا حَدَثَ. فَقَدْ أَتَى بُوعَزُ، رَجُلٌ إِيمَانُهُ بَارِزٌ، وَحَيَّا حَصَّادِيهِ ظ±لَّذِينَ رُبَّمَا كَانَ بَعْضُهُمْ عُمَّالًا يَوْمِيِّينَ أَوْ غُرَبَاءَ أَيْضًا، قَائِلًا: «يَهْوَهُ مَعَكُمْ». فَرَدُّوا عَلَيْهِ ظ±لتَّحِيَّةَ بِمِثْلِهَا. وَبَعْدَمَا رَأَى رَاعُوثَ، سَأَلَ ظ±لْفَتَى ظ±لْقَائِمَ عَلَى ظ±لْعُمَّالِ مَنْ تَكُونُ ظ±لْفَتَاةُ. فَهظ°ذَا ظ±لرَّجُلُ ظ±لْمُسِنُّ ظ±لَّذِي يُحِبُّ يَهْوَهَ أَعْرَبَ عَنِ ظ±هْتِمَامٍ أَبَوِيٍّ بِهَا. — را ظ¢:​ظ¤-ظ§.
ظ¢ظ§ لِذَا أَوْصَاهَا، دَاعِيًا إِيَّاهَا «يَا ظ±بْنَتِي»، أَلَّا تَلْتَقِطَ فِي حَقْلٍ آخَرَ وَأَنْ تُلَازِمَ فَتَيَاتِهِ، خَدَمَ بَيْتِهِ، كَيْ لَا يَتَعَرَّضَ لَهَا أَيٌّ مِنَ ظ±لْعُمَّالِ. وَحَرِصَ أَيْضًا أَنْ تَحْصُلَ عَلَى ظ±لطَّعَامِ وَقْتَ ظ±لْغَدَاءِ. (اقرأ راعوث ظ¢:​ظ¨، ظ©، ظ،ظ¤.) لظ°كِنَّ ظ±لْأَهَمَّ أَنَّهُ مَدَحَهَا وَشَجَّعَهَا. كَيْفَ؟
ظ¢ظ¨، ظ¢ظ© (أ) أَيُّ صِيتٍ ظ±كْتَسَبَتْهُ رَاعُوثُ؟ (ب) كَيْفَ عَسَاكَ تَحْتَمِي بِيَهْوَهَ مِثْلَ رَاعُوثَ؟
ظ¢ظ¨ حِينَ سَأَلَتْهُ رَاعُوثُ كَيْفَ وَجَدَتْ هِيَ ظ±لْغَرِيبَةُ حُظْوَةً فِي عَيْنَيْهِ، أَجَابَهَا أَنَّهُ أُخْبِرَ بِكُلِّ مَا فَعَلَتْهُ بِحَمَاتِهَا. فَعَلَى ظ±لْأَرْجَحِ، أَشَادَتْ نُعْمِي بِكَنَّتِهَا ظ±لْمَحْبُوبَةِ لَدَى نِسَاءِ بَيْتَ لَحْمَ، فَبَلَغَ ظ±لْكَلَامُ مَسَامِعَ بُوعَزَ. كَمَا عَلِمَ أَنَّ رَاعُوثَ ظ±عْتَنَقَتْ عِبَادَةَ يَهْوَهَ، إِذْ قَالَ لَهَا: «لِيُكَافِئْ يَهْوَهُ عَمَلَكِ، وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ إِلظ°هِ إِسْرَائِيلَ، ظ±لَّذِي جِئْتِ لِتَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ». — را ظ¢:ظ،ظ¢.
ظ¢ظ© لَا بُدَّ أَنَّ هظ°ذِهِ ظ±لْكَلِمَاتِ أَمَدَّتْ رَاعُوثَ بِتَشْجِيعٍ كَبِيرٍ. فَهِيَ بِظ±لْفِعْلِ صَمَّمَتْ عَلَى ظ±لِظ±حْتِمَاءِ تَحْتَ جَنَاحَيْ يَهْوَهَ ظ±للهِ، مِثْلَ ظ±لْعُصْفُورِ ظ±لَّذِي يَسْتَكِنُّ بِأَمَانٍ تَحْتَ جَنَاحَيْ أُمِّهِ. وَقَدْ شَكَرَتْ بُوعَزَ عَلَى كَلَامِهِ ظ±لْمُطَمْئِنِ، وَبَقِيَتْ تَلْتَقِطُ فِي ظ±لْحَقْلِ إِلَى ظ±لْمَسَاءِ. — را ظ¢:​ظ،ظ£، ظ،ظ§.
ظ£ظ*، ظ£ظ، أَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ رَاعُوثَ حَوْلَ ظ±لْعَمَلِ، ظ±لتَّقْدِيرِ، وَظ±لْمَحَبَّةِ ظ±لْمَجْبُولَةِ بِظ±لْوَلَاءِ؟
ظ£ظ* رَسَمَتْ رَاعُوثُ بِإِيمَانِهَا ظ±لْحَيِّ مِثَالًا رَائِعًا لَنَا ظ±لْيَوْمَ نَحْنُ ظ±لَّذِينَ نُوَاجِهُ ضُغُوطًا ظ±قْتِصَادِيَّةً كَبِيرَةً. فَهِيَ لَمْ تَحْسِبْ أَنَّ ظ±لْآخَرِينَ مُجْبَرُونَ عَلَى مُسَاعَدَتِهَا، لِذظ°لِكَ قَدَّرَتْ كُلَّ مَا قُدِّمَ لَهَا. وَلَمْ تَخْجَلْ أَنْ تَقُومَ بِعَمَلٍ وَضِيعٍ، عَامِلَةً بِكَدٍّ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً لِلِظ±عْتِنَاءِ بِمَنْ تُحِبُّ. كَمَا أَنَّهَا قَبِلَتْ وَطَبَّقَتْ بِظ±مْتِنَانٍ ظ±لنَّصِيحَةَ ظ±لْحَكِيمَةَ ظ±لَّتِي أُسْدِيَتْ إِلَيْهَا بِشَأْنِ ظ±لْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَتِهَا أَثْنَاءَ ظ±لْعَمَلِ، وَمُلَازَمَةِ ظ±لْأَشْخَاصِ ظ±لْمُنَاسِبِينَ. وَظ±لْأَهَمُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْسَ قَطُّ أَنَّ مَلَاذَهَا ظ±لْحَقِيقِيَّ هُوَ يَهْوَهُ ظ±للهُ، ظ±لْأَبُ ظ±لَّذِي يُزَوِّدُ ظ±لْحِمَايَةَ.
ظ£ظ، فَإِذَا أَعْرَبْنَا عَنْ مَحَبَّةٍ مَجْبُولَةٍ بِظ±لْوَلَاءِ مِثْلَهَا وَظ±حْتَذَيْنَا حَذْوَهَا فِي ظ±لتَّوَاضُعِ وَظ±لِظ±جْتِهَادِ وَظ±لتَّقْدِيرِ، يُمْسِي إِيمَانُنَا نَحْنُ أَيْضًا قُدْوَةً لِلْآخَرِينَ. وَلظ°كِنْ كَيْفَ ظ±هْتَمَّ يَهْوَهُ بِرَاعُوثَ وَنُعْمِي؟ هظ°ذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ظ±لْفَصْلِ ظ±لتَّالِي.
|
|
|
|