رجع أنطيوخس أبيفانس فى عام 169 ق. م. من حربه مع مصر، التي حرمته قوة روما من جنى ثمارها، لأنها -بعد ذلك بسنة، في حربة الرابعة- أمرته بكل حزم عن طريق بومبلوس أنياس أن يغادر مصر فورا ونهائيا وهكذا أضحت حروبه الأربعة مع عدوه التليد، عقيمة بلا ثمر. فساورته الظنون الرديئة ضد اليهود، وعندما أتاح له نزاعهم حول رئاسة الكهنوت الفرصة عزم على القضاء على شوكة اليهودية وأن يمحو ديانتهم البغيضة وهكذا ظهر أبولونيوس (ويقول يوسيفوس أنه الملك نفسه) في عام 168 ق.م. أمام أورشليم ثم دمر المدينة ونجس الهيكل بتقديم خنزيرة على مذبح المحرقة، وأباد كل ما وصلت إليه يده من الكتب المقدسة وباع أعداد كبيرة من اليهود وعائلاتهم في سوق الرقيق، وحرم الختان وجعل عقوبته الموت، وهكذا افتتح الفترة المظلمة التي تنبأ عنها دانيآل النبي (9:27، 11: 31)، وهكذا نقش أنطيوكس اسمه دما ودموعا على صفحات التاريخ اليهودي. وأمام هذا الطاغوت الرهيب، وهذه المحاولة العاتية لمحو ديانة إسرائيل وإيمانهم العريق، ثارت أسرة المكابيين وتزعموا صراعا مستميتا دفاعا عن الاسقتلال اليهودي . وسنرى في الموجز التالي إلى أي مدى نجحوا في جهادهم.