عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 04 - 2021, 01:01 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,301

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الرحلة من اورشليم الى الجلجثة

وقدم الرب لنا صلاة- وأمامه كأس خطايانا:
وهذه الكأس لا يمكن وصفها- فهي كأس الموت... كأس نجاسات العالم التي سيشربها الرب القدوس
الطاهر، إنها كأس إثم جميعنا، إنها كأس كبريائنا القاتل يحمله الحمل الوديع... من أجل هذه الكأس صلى
يسوع. صلى من أجلنا ليجتاز بنا ساعة سلطان الظلمة (لو 22 : 53) .(لقد وصلت الخيانة لأقصى درجاتها،
والخوف ملأ قلب بطرس، والتهور دفعه لإستعمال السيف وارتكاب جريمة شروع في قتل، ومرقس هرب،
وبطرس أنكر وسب ولعن. وانتصر الشر وقبض العسكر على الرب الإله، وهاج الشيطان لأن هذه هي
ساعتهم وسلطان الظلمة. ماذا صنع الرب في وسط هذا البحر الهائج من الأزمات والإضطرابات؟. إنه صلى
وأمرنا أن نصلى لنجتاز ساعة سلطان الظلمة ولا نقع في تجربة. نصلى فكل شيء سينتهي لخير الجميع-
الرب يرجونا أن نصلى لكي لا ندخل في تجربة ونجتاز ساعة الظلمة.

ونزل العرق كقطرات دم:
كشف لنا الرب أن الصلاة جهاد حتى الدم، وهذه الصلاة كانت لحساب التلاميذ وللكنيسة عبر
الأجيال "صليت لأجلكم" بينما نحن نيام، المسيح يجاهد حتى الدم في الصلاة لأجلنا، خوفًا علينا من الشيطان
الذي يغربلنا كالحنطة.
إن الكنيسة لن تنال انتصاراتها على الشيطان رئيس هذا العالم إلاَّ بالصلاة... بالعرق والدم. إن
الكنيسة شبابها ورجالها لن يجتازوا "ساعة سلطان الظلمة" إلاَّ عن طريق صلوات جثسيماني.
من أجل الخدام يسوع عرق وبذل دم... إن الكنيسة خدمت بعرق القديسين ودم الشهداء هؤلاء الذين
رووا الأرض بدموعهم وسهروا من أجلها، وهذا هو سر عظمة كنيستنا إنها معجونة بالدمع والدم، وسيظل
المسيح الجاثي في جثسيماني مائلاً أمام عيني كل خادم محب للكنيسة، لقد قدم الرب لنا جسده، ودمه وعرقه،
ودمه، وصلواته، وسهره...
وعلمنا أن نقول لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك:
إنها أعمق صلاة في وسط شدة التجارب وهي انطباق مشيئتنا لمشيئة الآب، إنهما ليسا مشيئتان بل
مشيئة واحدة هي مشيئة الآب. إن كنيستنا تؤمن بوحدة المشيئة.
إن البعض يعتقد من هذه الصلاة وجود مشيئتين للمسيح، والحقيقة لا. بل إن المسيح جاء ليطابق
مشيئة الكنيسة "جسده" على مشيئة الآب فتصبح واحدة- وتسليم المشيئة للآب مبنى علما أساس:
1، -محبة االله لنا للمنتهي.
2 -قدرة االله اللانهائية على الخلاص.
3 -اهتمام االله بنا لأن عينيه لا تغفلان عنا لحظة واحدة.
من أجل هذا نسلّم الرب حياتنا ونقول: "لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك"، مع أن الكأس مازال قائمًا
أمامنا، فالصلاة مع تسليم المشيئة لا يرفعا الكأس عنا بل يجعلا ملاكًا من السماء يأتي ليقوينا.

كان يصلى بأكثر اشتياق:
إن الصلاة والعرق والدم... قدمه الرب بأكثر اشتياق. هذا إحساس الذي يحمل المسئولية إلى
النهاية... إلى الدم. ليست الصلاة أمامه عبئًا بل أشواقاً وشهوة...

أما الإنسان بطرس:
1، -نام وقت الصلاة- واستيقظ ليضرب بالسيف:
إن الذين ينامون وقت الجهاد القانوني في الصلاة يتعرضون لأخطاء ومخالفات ضد وصايا الإنجيل-
نتيجة لإنفعالهم ولغضبهم وهكذا يتصرف الإنسان تصرفاً عالمياً يهمل الصلاة- فيدخل التجربة وحده-
فيضرب بالسيف، ويسقط في أخطاء جسيمة.
2 -ضرب بالسيف وأنكر أمام جارية:
قطع أذن عبد رئيس الكهنة. وبسرعة أصلح الرب يسوع الخطأ الذي صنعه بطرس (الإنسان)
وأرجع الأذن لحالها. وإلاَّ لتطور الأمر للإنتقام من بطرس. إن السيف هو جهد بطرس الذاتي- ولكن الرب قد
نصحه أن يصلى لكي يقف معه ولا ينكره، ولكن إيمان بطرس ضعيف لدرجة الإنكار والسب واللعن- يارب
ارحم.
إن القوة في المسيحية ليست قوة السيف ولكنها قوة الإيمان والصلاة. إن قوة السيف تنهار أمام
الجارية، أما قوة الإيمان فتعبر التجربة بالصلاة.
3 -نظر إليه يسوع :
وفي وسط الإهانات الكثيرة للرب، لم يفكر يسوع في ذاته ولكن في بطرس الذي أنكر. وهكذا ينشغل
االله بنا في وقت التجربة- وعندما نفشل في الخروج منها لا يسعفنا إلاَّ نظرة الرب يسوع المملوءة حنانًا
وعطفًا وقوة. إن الخروج من التجربة مستحيل بقدرة بطرس، ولكن بعد نظرة الرب أصبح الخروج سهلاً جدًا
بنعمته.
إن حنان الرب ونظرته المملوءة حباً وشفقة تدفعنا أن نبكي بكاء مرًا (لو 22 : 62)،(ونتوب لنعود
إلى أحضان الرب مرة أخرى.

أحداث الصلب يوم الجمعة العظيمة- راجعها في كتاب "مع المسيح صلبت".

عن كتاب الرحلة من اورشليم للجلجثة
للقمص بيشوى كامل

  رد مع اقتباس